واحر قلبي عليك يا شادي…

واحر قلبي عليك يا شادي…

لا تمضي سنة في بلدنا الا وسمعنا عن فواجع وكوارث سببها التسيب وعدم تحمل المسؤولية في تسيير امور الجماعات والعمالات لان حياة المواطن المغربي اصبحت رخيصة وهو نكرة نعرفها فقط وقت الاحتياج لصوته الذي يخول لكل ناخب تضخيم بطنه وتزويد تروثه…
فكما يعشق كل مسؤول الاغتناء وتزويد دخله والركوب على سيارة فارهة من دماء المواطنين فحياة ابناءنا كذلك غالية علينا ولا يكفينا مقابلها اموال قارون.

مات شادي وانا اعرفه كما اعرف ابنتي، مات شادي وهو يودع امه بعد تناوله الغذاء مخبرا اياها انه حصل على 20 في اارياضيات وطالبا منها الدعاء له لاجتياز فرض الفلسفة بنجاح، خرج شادي وليته لم يخرج، شادي كان يسير بهدوءه المعتاد في اتجاه الثانوية مبتسما عاشقا للحياة إلى ان انهار عليه السور فانهار حلمه في ان يصبح طبيبا، وخذلت امه التي كانت لا تؤشر على قبول خرجاته المدرسية خوفا عليه، شادي المتخلق الودود المتفوق في دراسته والبار بامه خرج ولم يعد، لم يعد لان البلد الذي عاد إليه من السعودية حيث ولد لا ينصف ابناء جلدته، فجعنا في شادي لان التسيب يحكمنا ولان الجشع غلب على تحمل المسؤولية…

فكيف كتب عليك يا بني ان تموت وما سر السور اللعين؟؟؟

حادث سقوط سور ببيلفيدير نزل علينا كالصاعقة ومما لا يدع مجالا للشك فهو راجع لكون الحائط ضخم من الواجهة الخلفية لشركة متخصصة في انتاج العلف وقد رصدت كمية مهمة من العلف وصلت الى نصف الشارع المقابل للمبنى مما يوضح الضغط القوي والمكثف على الحائط من جراء تخزين الكمية الهائلة للعلف مباشرة على الجدار مع إغفال اتخاد الاحتياطات الامنية اللازمة بعين الاعتبار والافتقار الى الوسائل اللوجيستيكية وتقنيات التخزين داخل هذا المستودع.
لقد توالت الشكايات بسبب تقادم المبنى الذي يعود لخمسين او سبعين سنة والمفروض التبليغ عنه وتصنيفه في خانة البنيات الآيلة للسقوط واستدعاء مختصين ومسيرين للمقاولات الصناعية لاشعارهم بخطورة الوضع….
الرائحة الكريهة للعلف المنبعثة من عين المكان وسط حي آهل بالسكان وتلاميذ يمتعضون منها ذهابا وايابا رغم الشكايات يضع الف علامة استفهام عن سبب تجاهل السلطات للامر…
نحن كمغاربة الفنا وتعودنا على اصغر رجل في السلطة وهو المقدم الذي يحشر انفه في كل صغيرة وكبيرة لم يعر اعتبارا للسور العالي الذي يظهر جليا انه يفتقر لحديد البناء المرصوص، حائط مهترئ بني بالرمل والاجور الذي نالت منه السنون…
لو وضع احد ساكنة الحي آجورا ورملا امام بيته لهرع اليه مقدم الحي كي يستنزف جيبه او يعجل بالتبليغ عنه وثنيه عن عزمه ادخال ترميم او تحسين على بيته.
كان على السلطات ان تبث في امر السور سيما مع هطول الامطار الاخيرة ولكن لا حياة لمن تنادي…

فهل سيفتح تحقيق في هذا الملف المشؤوم ام سيطوى كالعادة، ولو فتح وعوقب المتورطون فهل سيعود شادي ومن معه؟؟؟؟

حفيظة الوريد

التعليقات مغلقة.