عن واقعة فاس..

إدريس/آش واقع
انتشر في اليومين الأخيرين شريط فيديو يظهر مجموعة من الشباب وهم يعتدون على شخص قيل أنه شاذ جنسيا كما يبدو من خلال هيئته ولباسه، في منظر وحشي تشمئز منه كل نفس بشرية، فما الذي دفع بهؤلاء الشباب إلى الإعتداء على ذلك الشخص بهذا الشكل الأرعن؟.
لقد كان تصرف هؤلاء الشباب همجيا ونابعا من غريزة الكراهية والعنف أكثر منه استنكارا لسلوك بدا لهم غير لائق، أو انتصارا للأخلاق والإحترام كما قد يدعي البعض، وما يؤكد ذلك هو أن شبابنا للأسف ينتظر أية فرصة لإفراغ شحنات اليأس وانعدام الأمل وانسداد الآفاق، والتي يعانيها فعلا أغلب الشباب في وطننا، ولذلك أخطار كبيرة على التعايش والتسامح وتقبل الآخر مهما كان مختلفا في فكره أو سلوكه، مما يهدد تماسك النسيج المجتمعي، وما حالات الشغب في الملاعب الكروية إلا نموذج لهذه السلوكات التي لم تجد لحد الآن من يقومها ويحد من انتشارها بين مؤسسات الدولة المعنية كالمدارس ودور العبادة ومراكز الشباب والأندية الرياضية.
ولئن كان الإستبداد المخزني يزكي مثل هذه السلوكات لكونها تخدم منهجه في خلق صراعات داخل المجتمع تشغل الناس عن المطالبة بحقوقهم، كما حدث أثناء حراك الشباب في 20 فبراير حيث كانت السلطة تشجع مثل هؤلاء على الإعتداء على المشاركين في المسيرات، فإن على المجتمع أن يكون واعيا بمثل هذه السلوكات ويسعى إلى محاربتها أو الحد منها، حتى نجنب شبابنا وبلدنا صراعات طائفية وفكرية تجني على وطننا ومستقبل أبنائنا.

التعليقات مغلقة.