خطورة أمراض الكلي تكمن في تأخر تشخيصها والمضاعفات المرتبطة بها

أكدت الأخصائية في أمراض الكلي، البروفيسور أمل بورقية، على خطورة تأخر اكتشاف وتشخيص القصور الوظيفي للكلي، مبرزة أنه من بين الأسباب المؤدية بنسبة 50 في المائة إلى الفشل الكلوي هي الإصابة بمرض السكري والضغط الدموي. وأضافت الأخصائية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للكلي، أن من بين العوامل الأخرى المسببة لهذا المرض هي الالتهابات وحدوث انسدادات على مستوى الجهاز البولي، مشيرة إلى أن أهم الالتهابات التي تصيب نسيج الكلي هي التهابات الحلق واللوزتين والتي كثيرا ما تصيب الأطفال ولا يتم علاجها بشكل جيد، وقد تنتج عنها مضاعفات على مستوى بعض أعضاء الجسم ومن بينها إصابة نسيج الكلي.

وشددت على أهمية التشخيص المبكر، الذي يعد أفضل طريقة للوقاية من مرض القصور الكلوي المزمن، مشيرة إلى أن من بين فرص الوقاية من هذا المرض هي علاج الأمراض المسببة له وخاصة الأمراض الصامتة كداء السكري.

وأوضحت أنه يصعب تشخيص القصور الكلوي أحيانا نتيجة عدم دقة أعراضه، لكون هذه الأعراض تتشابه مع أعراض العديد من الأمراض، ولكون الكلي لديها مقدرة هائلة علي التكيف والقيام بوظيفتها على الرغم من فقدانها للكثير من أنسجتها، بحيث أن هذه العوامل- تبرز الدكتورة- قد تتسبب في تأخر كشف المرض وبالتالي وصول الكليتين إلي مرحلة اللاعودة تركيبيا ووظيفيا.

وأشارت الأخصائية إلى أن من بين أعراض وعلامات القصور الكلوي المزمن ارتفاع الضغط الدموي وقلة أو انعدام التبول وفقر الدم (الأنيميا) وقلة التركيز الذهني وظهور آلام في الظهر والغثيان وفقدان الشهية وتورم الأقدام وتشنج أو تقلصات العضلات.

وأشارت إلى أن القصور الكلوي يؤثر على سائر أعضاء الجسم، ويتسبب في مشاكل صحية من بينها قصور القلب الاحتقاني، وتجمع السوائل داخل أنسجة الرئتين، والارتفاع المفاجئ في مستوى أملاح البوتاسيوم في الدم الذي قد يؤثر على وظيفة القلب مما يهدد الحياة، وهشاشة العظام، وفقر الدم، وتقرحات المعدة، وجفاف الجلد، وتدمير الكليتين نهائيا، مما يؤدي بالمريض إلى القيام بعملية التصفية أو زرع الكلي لضمان البقاء على قيد الحياة.

من جهة أخرى، أكدت البروفيسور أن الإحصائيات المتوفرة تبرز أن النساء معرضات أكثر من الرجال لأمراض الكلي المزمنة، حيث يبلغ معدل الإصابة وسط الرجال 12 بالمائة مقابل 14 بالمائة وسط النساء. وتشير معطيات الاتحاد الدولي لمؤسسات الكلي إلى أن حوالي 600 مليون شخص في العالم مصابون بأمراض الكلي، أي شخص راشد من أصل 10 . كما يبرز الاتحاد أن ملايين الأشخاص يموتون سنويا، بسبب التشخيص المتأخر للقصور الكلوي المزمن والمضاعفات المرتبطة به. أما المنظمة العالمية للصحة، فتقدر بنسبة 17 بالمائة تزايد أمراض الكلي خلال السنوات العشر المقبلة.

ويشكل اليوم العالمي للكلي، الذي يتم الاحتفاء به في يوم الخميس الثاني من شهر مارس من كل عام في أكثر من 100 دولة في ست قارات، حملة توعوية عالمية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الكلي بهدف تجنب القصور الكلوي.

ويعد تخليد هذا اليوم العالمي مبادرة مشتركة بين الجمعية الدولية لأمراض الكلي والاتحاد الدولي لمؤسسات الكلي.

التعليقات مغلقة.