“صحيح البخاري نهاية أسطورة” اكتشاف جديد لصحفي و باحث مغربي

آش واقع 

بقلم ذ :  عبد الواحد المالكي

إن وسائل الإعلام المغربي و العربي و الدولي جعل من كتاب الأستاذ رشيد أيلال .صحيح البخاري. نهاية الأسطورة.
أسطورة بما في الكلمة من معنى.
بحيث ازداد تهافت القراء على الكتاب . من أجل اقتناءه. بعد رفع الحصار عليه. و جعله حرا طليقا بين الكتب الفكرية.
فالكتاب تعرض إلى موجة عارمة من الانتقادات الداخلية و الخارجية.
بحيث أن كثيرا من المهتمين بالفكر الإسلامي و الشأن الديني. تصدوا إلى هذ الكتاب المثير للجدل بكل ما أوتوا من قوة.
مستلهمين فكرة الدفاع عن المقدس الديني من الكتاب و السنة.
الكتاب النقدي الجديد .استهدف بشدة وعاء السنة.
كتاب صحيح البخاري الذي يعتبره المسلمون مرجعا تشريعيا مهما. وثقوا فيه لقرون كثيرة ولت.
و الآن أتى رشيد إيلال ليقول للمسلمين في أمصار العالم و في بداية المشوار باللغة العربية. قد آن الأوان لإعلان العصيان على الكتاب. و الابتعاد عن إملاءات السلف الصالح الذي سد الباب في اعتقاده بخصوص كل اجتهاد علمي.
الأستاذ رشيد أيلال العدو الأول لصحيح البخاري. يعتبر أن الكتاب واحدا من العوامل التي أدت إلى تخلف الفكر العربي و ابتعاده عن الابتكار و السير في مصاف الدول المتقدمة التي طوت و حرفت من زمان الكتب السماوية المنزلة. فآمنت بالفكر الوضعي و العلمانية.
اليوم الأستاذ رشيد إيلال يعلن حربا مماثلة للحرب التي أعلنها غاليليو أثناء سعيه لإثبات دوران الأرض حول نفسها و حول الشمس. ليقولها إلى العالم. و يبعثر بذلك أوراق الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تروج لأفكار مخالفة لما جاء به العلم الجديد.
فما حدث أن غاليليو عصى أمر رجال الدين و الدولة و نال العقاب.
و استمرت الأبحاث العلمية من بعده حتى انتصرت لفكرته التي دافع عليها إلى آخر نفس.

الأستاذ و الباحث المغربي رشيد أيلال يعلن ثورته الأولى و توعد خصومه بثورات أخرى مماثلة. معلنا تحديه باستخدام المنطق و العقل من أجل تحرير الفكر. من كتاب صحيح البخاري الذي يستهزئ بشكل كبير و واضح في أغلب تصريحاته ممن يعتبره مرجعا موثوقا فيه.

إذن المسألة ليست بالسهولة التي نعتقدها. فنحن أمام ذاكرة تاريخية دينية. كتاب ديني من أشهر الكتب الدينية على الإطلاق. و يعتبر مرجعا لكل باحث في التراث الديني الإسلامي،و كل مهتم بالفكر الإسلامي.

إن كتاب صحيح البخاري نهاية الأسطورة ،يريد أن يجعل نهاية مؤكدة لهذا الكتاب، على يدي الكاتب رشيد إيلال الذي رأى ما لم يراه العلامة و المفكر العربي ابن خلدون. و أبو حامد الغزالي و غيره من المفكرين الإسلاميين العرب.

لقد اجتهد الأستاذ رشيد أيلال كل الاجتهاد، في جمع القرائن مستغلا تجربته في الكتابة الصحفية ،لتنوير الرأي العام العالمي و العربي. بخصوص الحقيقة التي ظلت غائبة و مغيبة عن الفكر العربي الإسلامي.
الحقيقة التي غابت عن كل من المفكر المغربي عبد الله العروي و المفكر المغربي محمد عابد الجابري…

و دونما أي انتماء سوسيولوجي أو فلسفي ،دخل الأستاذ رشيد أيلال مجال نقد الفكر العربي الإسلامي .مستغلا ذكاءه في الترويج لفكرة يعتبرها البعض جد خطيرة، و المتمثلة في تهديد الأمن الروحي و زعزعة المعتقد الديني الإسلامي للمغاربة.

كون السنة النبوية جزء لا يتجزأ من مصادر التشريع الإسلامي.
و بما أن صحيح البخاري أصبح محط نقاش و مساومة و تشكيك. لدرجة أن الكاتب يوضح أكثر فكرته عن طريق صفحات التواصل الإجتماعي و بعض الجرائد الإلكترونية
و يضع مقارنة بين القرآن الكريم و صحيح البخاري. كاشفا في كتابه الجديد الذي نال حظه من الشهرة بأن مؤلف البخاري به أخطاء و أفكار تتناقض مع القرآن.
لذلك ما دام المسلمون يؤمنون بالقرآن الكريم كأحد الكتب السماوية. فوجب عليهم أن يكفروا بصحيح البخاري.
إن جرأة الكاتب منقطعة النظير، و لا مثيل لها.
دون تخصصه في المجال و درايته الشاملة ببحوره. و معتمدا على كتابات عبر النت. و منها إحصاءات لعدد الأحاديث التي تم جمعها في صحيح البخاري. و عن طريق مناقشته لطريقة تصنيف البخاري للأحاديث النبوية و حكمه عليها .
يستغل الأستاذ رشيد إيلال الفرصة ليثير الجدل و يشكك في صحة الأحاديث المرواة في صحيح البخاري. نظرا لشكه في من جمعها.
إن الإمام البخاري يعد من بين الأموات . و الأستاذ رشيد إيلال لا يزال حيا يرزق يخاطبنا و يحدثنا. و يوضح للمسلمين و المفكرين العرب ما خفي عنهم.
هو في الحقيقة من وجهة النظر المنطقية صعب جدا . تكذيب أو تصديق حكاية معينة مرواة تاريخيا.
و حتى إن تعلق الأمر بقولة يحفظها جيدا رشيد أيلال للفيلسوف أفلاطون.
إذ تبقى الكتب و اجتهاد الانسانية في الحفاظ على الإرث و التراث التاريخي. حتى ينتقل من الأجداد إلى الأبناء من الأشياء المهمة لتستمر ذاكرة الإنسان في البناء .
فمشكلة رشيد إيلال ليست مع البخاري بل مع ما تضمنه صحيحه. لأنه يعتبره معارضا للمنطق و الفكر و مكبلا لحرية الإنسان.
و من هنا نتساءل هل سيكون رشيد إيلال بكتابه هذا زعيما لصحوة الفكر العربي. عن طريق اكتشافه ما زاغ عنه فكر الآخرين؟
و هل يعتبر كتابه هذا تمهيدا لنظرية جديدة في معتقدات المسلمين؟
أم أن أفكاره ليست إلا موجة عابرة؟ ، و أن صحيح البخاري سيبقى صحيحا. تماشيا مع فكرة البقاء للأصلح و الأنسب و الأسلم.
ماذا لو فشل كتاب صحيح البخاري نهاية الأسطورة. في هزم الكتاب الأسطورة للإمام البخاري؟
إنها فعلا معادلة جد صعبة. و مناظرة فكرية ليست بالسهلة.
بين رشيد إيلال و جمهوره المعدود. و صحيح البخاري و جمهوره الذي يفوق كل خيال.
ألا يمكن أن نقول بأن الثورة القادمة ستكون عربية .بحيث سيتزعم فيها المفكرون العرب الثورة على الدين الإسلامي؟
و يسهلون على المفكر الغربي ما أراد إثباته لسنوات.
بعد دعوات المستشرقين و حملات التشكيك في ما جاء به الدين الإسلامي من معتقدات.
ها نحن اليوم يردنا الأستاذ رشيد أيلال لنعيد التحقيق و التمحيص فيما رواه السلف الصالح عن الرسول محمد عليه الصلاة و السلام.

التعليقات مغلقة.