عفوا سيدي الوزير…….هؤلاء مغاربة و ليسوا ” مداويخ “

عفوا سيدي الوزير…….هؤلاء مغاربة و ليسوا ” مداويخ ”

يروي الإعلامي الجريء نزيه الأحدب في إحدى حلقات برنامجه فوق السلطة ، الذي يبث على قناة الجزيرة قصة تقول : “مر ذئب بأسد فوجده مهموما ، سأله ما بال الملك مكتئبا ؟ فأجابه : كيف لا أكتئب وقد أصبحت وحيدا بعد أن نفرت مني حيوانات الغابة خوفا ، فعقب الذئب عندي لك حيلة أربطك إن وافقت على الشجرة هناك فتألفك الرعية ويجالسك القاسي والداني، فوافق الملك في لحظة غفلة ليتحول إلى سخرية الموسم ، أسد مربوط و معلق على شجرة يرفسه هذا ويقذفه ذاك ، فتضاعف حزنه إلى أن مر به حمار ، فسأل : يا للعجب !! ملك مقيد ورعية تلهو به!! ما خطب سيدنا؟ فأجاب الأسد ماذا أقول يا حمارنا الحبيب ؟؟ حيلة وقد مرغوا بها أنفي ، فانتفض الحمار نخوة ، سرحتك من قيدك إن شئت ، فرد الملك وهل يرضى ذو عزة بالقيود ؟؟ ففكه الحمار ليجمع الأسد على الفور متاعه إذانا بالرحيل عن مملكته ، اعترضت الأرانب على هجرته فرد عليها ، أنا لا أبقى في وطن تقيد فيه الذئاب الأسود وتفك فيه الحمير القيود !!!”

قصة تحمل أكثر من دلالة في الواقع و لعل أهمها ما توصلت إليه إحدى المواقع المعروفة في مجال التشغيل من خلال استطلاع لرأي ، حيث نشرت أن أكثر من 91% من المغاربة مستعدون لمغادرة المغرب و الاستقرار في الخارج لعدة أسباب لعل أهمها الضغط الاجتماعي ناهيك عن الإكراهات الاقتصادية ، رقم آخر نشره موقع اليوم24 لصاحبها توفيق بوعشرين من خلال استطلاع لرأي آخر يقول بأن أكثر من 90% من المغاربة غير راضون عن الأداء الحكومي .
أرقام أقل ما يقال عنها أنها مخيفة لكن لا حياة لمن تنادي إذا ما علمنا أن الحكومة الحالية و سابقتها مازالت مستمرة في تنزيل نفس البرنامج بنفس المنهجية دون مراعاة للواقع الذي تعيشه ساكنة هذا الوطن الحبيب ، و لعل خروج السيد الوزير بوسعيد و من قبله بنكيران أيام كان أمين عام لحزبه و وصفهم لجزء من المغاربة بالمداويخ يعد سبة لهم وليس لهؤلاء الذين اختاروا التعبير عن رأيهم سواء اتفقنا معهم أم لم نتفق .

حتى لو كان هؤلاء مخطئون من وجهة نظركم فليست هذه هي الطريقة و لا الأسلوب الذي يمكن أن تعالج به قضايا الرأي العام ، ما قمتم به سيد الوزير هو فقط صب الزيت على النار و انت تعرف جيدا ما معنى أن تعاند فئة لا بأس بها من المغاربة ، و لعلمك فقط فقد خدمت المقاطعة من حيث لا تدري و أعطيتها شرعيتا دون أن تعلم ، بل وزدت من عدد هؤلاء الذين يريدون الهجرة نتيجة الضغط الاجتماعي الذي تفرزه مثل تصريحاتكم ، نرفزتكم السيد الوزير توضح نقطتين أساسيتين أولا قلة حيلتكم في الإجابة على معطيات رقمية و أسلوب جديد في الاحتجاج مصدره ذكاء شعبي لا غير ، و ثانيا تعصبكم الواضح للون السياسي الذي تحملونه . إن مسألة التحدي و إظهار القوة في وقت الشدائد من خلال سياسة تكميم الأفواه و إخراس المخالفين في الرأي ، لن تنجح أبدا ، و لعل الأرقام أكبر شاهد على فشلكم في تدبير مرحلة تتطلب الكثير من الاتزان في الخرجات الإعلامية أما سياسة شد الحبل فلن تزيد الأمر إلا تعقيدا و لن تخرس النشطاء على مواقع التواصل .
تحياتي…

التعليقات مغلقة.