بعد ثلاث أسابيع من المقاطعة….تمخض جبل الحكومة فولد فأرا

آش وا/تمام ياسين

 

لطالما تساءلت عن قصة هذا المثل!!

لكن ومع البحث والتدقيق وجدت أن المقولة تعود إلى مجموعة من البدو الرحل أرهقهم السفر ، فركنوا لسفح جبل ونصبوا خيامهم وبينما هم كذلك ، بدأت بعض الحجارة الصغيرة تتساقط منه وأحسوا برجة بسيطة تحت أرجلهم فظنوا أنه زلزال أو بركان قادم ، لكن بعد طول صبر وترقب خرج من إحدى حفر الجبل فأر صغير فأخذوا يتضاحكون بينهم فقال أحدهم : “تمخض الجبل فولد فأرا”.

مناسبة هذا الكلام هو ما صدر اليوم عن الحكومة على لسان ناطقها الرسمي ، الذي وبدل أن يسرد على مسامعنا مجموعة من التدابير التي من شأنها حل مشكل المقاطعة ، التي دشنتها مجموعة من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي و تبنها جل أفراد المجتمع المغربي ، نجده و بصريح العبارة يتوعد من يروجون الأكاذيب عبر إبداء أراءهم ، لا أعرف حقيقة عن أي أكاذيب و ادعاءات يتكلم السيد الوزير بلسان حكومته ، هل هي أكاذيب أثمنة تلك المواد في دول أخرى و التي تم تصويرها خارج البلاد ؟ هل سيتابع من هم خارج حدود الوطن مثلا ؟ أم سيتابع من يوضحون لنا الاثمنة الحقيقية لهذه المواد و خصوصا تلك المتعلقة بالمحروقات ؟؟ و التي سبق للجنة الاستطلاعية داخل البرلمان أن أقرتها وتداولتها سابقا مجموعة من المنابر الإعلامية .

كنت انتظر بفارغ الصبر و ارتقب ما سيسفر عنه المجلس الحكومي لهذا اليوم ، خصوصا بعد مجموعة من التصريحات المستفزة لوزير الحكامة ، والتي قال في إحداها بأنه يحاول إقناع إحدى الشركات المقاطعة بعدم الرحيل و تشريد أزيد من 6000 عامل ، لتخرج  هذه الأخيرة و تكذب ما قاله جملة و تفصيلا بل ويصرح أحد مسؤوليها لأحد المنابر الإعلامية بأن الحكومة هي من لا تريد أن “ضسر” المغاربة من خلال خفض ثمن منتوجاتها ، بالله عليكم ألا تخجلوا من أنفسكم ؟؟ ما يحز في النفس أكثر هو محاولة بعض نواب الأمة ، الذين نعرفهم و نعرف مرجعياتهم جيدا ، الركوب على موجة المقاطعة والصراخ داخل قبة البرلمان لا لشيء سوى استثارت مشاعر المشاهدين ، دون أن يقدم حلول أو بدائل ناجعة و لو كان فيه خير لكانوا هو أول من دعا إلى هذا الشكل النضالي و الحضاري ، بل إن البعض منهم سبق له ان خاض تجربة التسيير الحكومي و مع ذلك لم يستحي وهو يضرب الطاولة أمام عدسات الكاميرا و كأنه ترك لهذه الحكومة جنة فوق الأرض .

حقيقة و أنا اشاهد مدى الارتباك الذي كان باديا على محيا السيد الوزير ، يتبين لي و للأمانة أن ما قاله هو فقط على مضض ، من باب الواجب الذي يحتم عليه منصبه ، و كذلك لخوفه على التحالف الهش داخل الحكومة ما جعله يخرج علينا بهذا الكلام فلا مرجعيته و لا طبقته الاجتماعية التي جاء منها تسمح له بأن يقول مثل هذا التصريح .

إن عجز الحكومة عن إيجاد حلول ناجعة ليس نابعا من مكونات من انتخبهم أبناء الشعب ، ووضعوا فيهم ثقتهم و لكن هو نتاج من قفزوا على الكراسي ضدا على ما يريده الناخبون بعد عملية البلوكاج ، هؤلاء الذين يريدون بجميع الطرق المزواجة بين السلطة والمال لغرض في نفس يعقوب ، و ها أنتم تنظرون اليوم كيف يتحكمون في هذه الحكومة و توجهاتها بل ويرغمونها على اتخاذ قرارات تخدم مصالحهم ، ولعل ما ورد علينا من إحدى الشركات المقاطعة من خلال بلاغها ، و التي تطالب فيه بدون استحياء من الحكومة تخفيض الضريبة على القيمة المضافة أكبر دليل على ما يريد هؤلاء فبدل تخفيض هامش الربح لم يجدوا سوى حائط الحكومة القصير .

تحياتي…

التعليقات مغلقة.