عن حفل الولاء..

يحدث كل سنة بمناسبة عيد العرش أن يجتمع حشد كبير من الولاة والعمال ورجال السلطة وبعض المنتخبين والمسؤولين السامين في باحة القصر الملكي للإنحناء أمام الملك وترديد عبارات الولاء والتبريك، وقد علت الأصوات في السنوات الأخيرة من طرف الحقوقيين وبعض مناضلي الأحزاب ومن فئة كبيرة من الشباب تنتقد هذه الممارسات العتيقة والتي تحط من الكرامة الإنسانية، كما انبرى البعض إلى الدفاع عن مثل هذه السلوكات بحجة أنها من تقاليد وثراث السلاطين المغاربة منذ القدم وأنه يجب الحفاظ عليها لأنها تشكل هويتنا على غرار بلدان أخرى لها طقوسها الخاصة بها.
والحق أن حفل الولاء بالشكل الذي نراه عبر وسائل الإعلام لم يكن يوما من تقاليد المغاربة، ببساطة لأن تلك الممارسات الحاطة من الكرامة الإنسانية وبالشكل الفرجوي الذي تظهر لنا به، ماهي إلا تقاليد بالية وطقوس مشينة يستهدف بها الإستبداد المخزني تكريس الخوف والرهبة في قلوب الناس حتى تضمن السلطة الخضوع لها والتسليم بحكمها وطغيانها دون اعتراض أو احتجاج. كما أنها ليست سوى حركات فولكلورية فارغة من المضمون باعتبار أن لا نتيجة من ورائها والإستغناء عنها لن يضير في شيء.
وقد أعطى الملك إشارات في بداية عهده عن عدم تشبته بتلك الطقوس المعيبة، بتركه الحرية في تقبيل اليد من عدمه، لكن الطقوس المخزنية البالية وعدم نضج طبقتنا السياسية لم يتركا لنا الفرصة لتجاوز هذه المناظر التي تؤذي المشاعر والذوق السليم، ولا بد أن يأتي يوم نتجاوز فيه هذه السلوكات بالتطبيق السليم للدستور في أفق ملكية برلمانية تربط المسؤولية بالمحاسبة.

التعليقات مغلقة.