خدمات وولوجيات متطورة لفائدة ذوي الإعاقة الحركية يوفرها القطار المغربي الفائق السرعة ” البراق “

آش واقع – سلا المدينة – تحرير : ذ. خديجة بنهنية

منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، أولى العاهل المغربي عناية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. كما عرفت برامج وزارة المرأة والأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية، و مؤسسة التعاون الوطني المغربي، و وكالة التنمية الاجتماعية و مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تطورا ملحوظا استطاع توفير مزيد من الخدمات لهذه الفئة التي عانت ردحا من الزمن في دهاليز الصمت والتهميش و الهشاشة والفقر والإقصاء الاجتماعي. حيث أعطته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عنها جلالة الملك في الخامس من ماي 2005 دفعة قوية .

وانخراطا في ورش الخدمات الاجتماعية، سارع المكتب الوطني للسكك الحديدية بعد 3 دجنبر 2016 إلى إطلاق خدمة ” ولوجيات ذوي الاحتياجات الخاصة “، توفرت على متن قطارات محور مطار محمد الخامس – القنيطرة، بكل من محطة محمد الخامس و الوازيس ، و الدار البيضاء المسافرين، و الدار البيضاء الميناء، وعين السبع، و المحمدية، و الرباط أكدال، و الرباط المدينة ، وسلامة المدينة، والقنيطرة. كما توسعت فيما بعد دائرة الخدمات لتشمل محور فاس، ومحوري طنجة و مراكش خلال سنة 2017 مباشرة بعد تسليم الشركة الشريفة للعتاد الصناعي والسكك الحديدية للمكتب الوطني للسكك الحديدية لعربات ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبهذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى النقل السككي بالمغرب، يكون المكتب الوطني قد استجاب لتطلعات وانتظارات شريحة واسعة من المجتمع عانت الأمرين في استعمال القطار. حيث وضعت بالتدريج رهن إشارة المسافرين المعاقين تجهيزات مختلفة لتحسين الولوجيات داخل المحطات والأرصفة وعلى متن عربات القطارات، من أجل مرافقتهم حسب احتياجاتهم. كما برمج المكتب في سياق مقاربته المتعلقة بذوي الحركية المحدودة دورات تدريبية استفاد منها المتعاونون التجاريون حول كيفية التعامل والإحاطة بنوعية المشاكل التي تعاني منها هذه الفئة من مستقلي القطار.

وفي استطلاع للرأي هم عددا من الأشخاص في وضعية إعاقة، من بينهم س.ط ، وهو موظف بالبيضاء ومقيم بسلا، الذي أوضح أنه أضحى زبونا رسميا للقطار بعد تجهيزه بالولوجيات وتوفير خدمات مساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة. وهو الأمر الذي أكدته ز.د – محاسبة – بإحدى الشركات بالقنيطرة رغم أنها تقطن بمدينة المحمدية. ووصف ع.ت – طالب في سلك الدكتوراه تخصص علم النفس الاجتماعي، السبق الذي أنجزه المكتب الوطني خطوة جد متحضرة وإنسانية تدخل في سياق الارتقاء بالخدمات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تمثلت في توفير فضاءات لائقة للاستقبال، وبيع التذاكر، ودورات المياه، والمصاعد المسهلة للتنقل بين المرافق داخل المحطات، والولوج إلى الأرصفة ومرافئ السيارات. ناهيك عن جعل وحدات من الكراسي المتحركة في خدمة طالبيها.

وتيسيرا لمأمورية هذه الشريحة، وضع المكتب الوطني خدمة ” مساعدة ” لتمكين هذه الأخيرة من الاتصال بمركز خدمة الزبناء على الرقم 2255 لحجز الخدمة المطلوبة في المحطة، وهي خدمة مجانية تشترط الحجز مسبقا ب 24 ساعة على ميعاد السفر و الحضور إلى محطة القطار قبل دخوله بنصف ساعة.

على نفس النهج، وحرصا من المكتب الوطني على تجويد الخدمات المقدمة لزبنائه، فقد خصص عروضا وتعريفات جزافية لفائدة الأشخاص المعاقين، والتنقل في زمن قياسه ساعتين وبضعة دقائق من طنجة إلى البيضاء والعكس صحيح بسرعة 357 كلم في الساعة، لكن الترتيبات الأولية تقضي بألا تتجاوز السرعة القصوى 320 كلم على متن القطار الفائق السرعة ” البراق ” الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس رفقة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وسمو ولي العهد الأمير مولاي الحسن يوم الخميس 15 نونبر 2018

ويقدم المكتب لهذا النوع من الزبناء تعريفة أطلق عليها اسم ” ولوج ” تخول لهم السفر على متن البراق في الدرجة الأولى بسعر الدرجة الثانية، ذاك ما أفصح عنه المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية محمد ربيع الخليع، يوم الجمعة الماضي خلال ندوة صحفية حضر إليها عدد كبير من المنابر الإعلامية المغربية والأجنبية، حيث كشف فيها عن أسعار تذاكر البراق، التي اعتبرها في المتناول.

في غياب كل إنجاز منافس ، تبقى الخدمات المقدمة من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية نموذجية واستباقية، لبت إلى حد كبير تطلعات وانتظارات الأشخاص في وضعية إعاقة الذين يأملون في أن تقتدي بقية القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والشبه العمومية والخاصة بالخطوة الخلاقة للمدير العام الخليع.

التعليقات مغلقة.