بالصوت والصورة… سكان دواوير أولاد فارس إقليم سطات يطالبون بفكّ العزلة

يشكل حلول فصل الشتاء ، مصدر قلق العديد من ساكنة دوار أولاد قاسم التابع للجماعة القروية أولاد فارس إقليم سطات ، حيث تكون عشرات الأسر هناك معرّضة في أية لحظة للعزلة التي تفرضها عليها التساقطات المطرية ، ليبدأ مسلسل من المعاناة ألفته الساكنة، وأصبح لزاما عليها أن تتأقلم معه في ظل غياب برنامج تنموي يمكن أن ينتشل تلك المنطقة من تلك العزلة.

كثيرا ما يتكرر القول بخصوص دوار “أولاد قاسم” بجماعة أولاد فارس في كل فصل شتاء على أنها منطقة منكوبة نظرا للأوضاع المعيشية المزرية التي يتخبط فيها العديد من قاطني هذاالدوار النائي ، حيث يعاني المواطنون هناك من نقائص بالجملة على كل الأصعدة أرهقت كاهل السكان، وزرعت في نفوسهم إحساسا بالحُكرة والتهميش، بالإضافة إلى الفقر المدقع الجاثم على قاطني هذه المنطقة.

أغلب من تواصلت معهم جريدة “اش واقع” من ساكنة المنطقة ، أجمعوا على أن سقف مطالبهم لا يتعدى مجموعة من الحاجيات التي تعد من ضروريات العيش الكريم ، طرق مبنية أو معبدة تربطهم بمدشرهم وتخفف عنهم العزلة في فصل الشتاء ، إضافة إلى عدم تواجد مستوصف أو ممرضة تساعد نساءهم على تتبع وضعية النساء الحوامل ، وكل ذلك سيُقيهم عناء التنقل ، كما يعتبرون توفير مؤسسات تعليمية تنتشل أبناءهم من الأمية مطلبا ضروريا وبديهيا للمحاربة الهدر المدرسي في سنة 2019.

البنية الطرقية الهشة تظل محور معاناة سكان دوار أولاد قاسم جماعة أولاد فارس والتي تتكرّر مع كل موسم شتاء ، إذ يجدون صعوبات في التنقل ، ويظلون حبيسي مساكنهم المعزولة ، إلى حين إصلاح الطريق الرابطة بين الدوار ومركز أولاد فارس التي أصبحت عبارة عن اوحال يحول دون السير و التنقل عبرها ، والتي قد يطول تعبيدها ، حيث يعتبر عبورها وقت الشتاء ضربا من المغامرة ، وهو ما يعمق من معاناة الساكنة.

وفي هذا الصدد ، قال أحد سكان المنطقة في تصريح لجريدة “اش واقع” إن دوار “أولاد قاسم” في ﻋﺰﻟﺔ ﺷﺒﻪ ﺗﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﻃﺮﻗﻴﺔ ﺗﺴﻬﻞ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﺘﺠﺮﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﻣﺮكز ﺻﺤي ﻗﺮﻳب ﻣﻦ ﺩﻭار.

ﻭﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ، حسب نفس المحدث ، ﺧﻼﻝ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ حين تتهاطل ﺍلأﻣﻄﺎﺭ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﺔ إﻟﻰ أﻭﺣﺎﻝ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ الساكنة ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻣﺸﻴﺎ على اﻷﻗﺪﺍﻡ فما ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻔﺮﺽ ﻓﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ﺍلأﻭﺩﻳﺔ ﺇﻗﺎﻣﺎﺕ ﺟﺒﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻃﻨﻲ الدوار ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻟﻌﺪﺓ أﻳﺎﻡ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻏﻴﺎﺏ قناطر ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻬﺸﺔ ، فكلما سقطت قطرات المطر إلا وتحول هذا المسلك إلى برك مائية ووحل، وهذا ﺍﻟﻮضع ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﻃﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍلمنطقة إﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮة نحو المدن الكبيرة ، على حد تعبير المتحدث.

وأمام هذا الوضع ، تقول الساكنة إنها لازالت تنتظر وتترقب كل سنة طي صفحة هذه الطريق التي طالها النسيان، وتأمل في رؤية مشاريع تنموية بدوارهم. وقال أحد أبناء دوار أولاد قاسم ، في تصريح للجريدة ، إن المنطقة ظلت تعيش الويلات منذ فترة طويلة ، كما قبعت خارج اعتبار المسؤولين والمنتخبين ولم تستفد من أي برنامج تنموي.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس المجلس القروي لأولاد فارس لمدنا بمعطيات تنور الرأي العام الفارسي وخصوصا دوار أولاد قاسم إلا أن هاتفه ظل يرنّ دون إجابة

التعليقات مغلقة.