أم حرمت من فلذة كبدها بالقوة…إما تعطيوني بنتي ولا نحرق راسي

آش واقع/حمزة مندوب-هشام شرق

الأم كلمة بسيطة لها معاني وأبعاد كثيرة فهي أساس الحياة وطريق النجاح وهي التي أعطيت الجنة تحت أقدامها، ولكن حذاري ثم حذاري من غضبها وثورتها خاصة إن حرمت من فلذة كبدها.

حديثنا اليوم عن امرأة يناهز عمرها 50سنة تقطن بأحد الدواوير نواحي مدينة الجديدة وبالضبط منطقة تسمى “مصور راسو”، حاربت هي وزوجها ظروف الحياة القاسية لتحتضن أبناءها في حضن أسري يسوده الحب والتسامح مع العلم أن عملها ليس قار فهي فقط خادمة في البيوت.

للعائلة بنت بكرة تبلغ من العمر 18سنة والتي انقطعت عن الدراسة لظروف عائلية، وكان هوسها هو العمل لمساعدة عائلتها التي تفعل المستحيل لتوفر لها ظروف ملائمة.

في أحد الأيام بينما كان الأب والأم في عملهما جاء للبيت ابن عم أمها الذي كان دائما يتحدث للابنة التي كان لديها شوق للعمل، ذلك الأخير استغل نقطة الضعف لصالحه وجعل منها مصدرا لرزقه من خلال المتاجرة فيها كخادمة بيوت.

ذهب بالبنت لمدينة الدار البيضاء وشغلها عند عائلة بثمن شهري لاتأخذ منه هي درهما واحدا، ومن هناك انطلقت محنة الفتاة التي لم ترى نور الحياة بعد، وعائلتها التي ظلت تبحث عنها إلى حين وصول مقطع فيديو للخالة الذي تقول فيه البنت بالحرف “ولد عم ماما هو لي جابني متخافوش عليا راني في كازا”، فتوجهة الأم بعدها لمنزل الآخير لتستفسره حول الموضوع لكنه استنكر الأمر.

الأمر الذي دعى الأم لتقديم شكوى ضده لمصالح الدرك الملكي بالجديدة، حيث تم القاء القبض عليه لكن حسب ما ذكر لسانها “السيد خرج منها فحال الزغبة من لعجينة ولكن جابو ليا بنتي”، عادت الابنة وعادت معها الفرحت للبيت.

وفي ليلة، اختفت الأخيرة في ظروف غامضة وإلى وجهة غير معروفة، انحرق قلب الأم المكلومة التي لم تترك باب لم تطرقه لملاقات فلذة كبدها، بعد مرور عام بما يحمله من ألم وحرقة وتدمر اخيرا وجدت الإبنة التي لم تغمض عين أمها لساعة.

الإبنة لا زالت تشتغل كخادمة في البيت الذي ذهب بها إبن العم لصاحبته رجعت إليه تحت ظروف كما جاء على لسان الأم “كيهدوها وكتخاف منهم ولي قالوها كديرها، سولوها لبوليس قالت ليهم هادي ماشي مي”، حاولت الأخير الكلام معهم وترجيهم لكن لا ضمير ولا قلب يحن.

طرقت باب القانون لكن بما أن زوج صاحبت المنزل لديه سلطة وكلمة، لم تجد من يستمع إليها أو من يواسيها فحتى رجال القانون يطبقون تعليمات صاحب البيت فقط من الهاتف، حتى الجمعيات الحقوقية لم تجدي نفعا.

تحت هذا التحايل والتهديد والظلم فالأم المكلومة تناشد صاحب الجلالة والمسؤولين للوقوف بجانبها لمعانقة فلذة كبدها كما قالت بالحرف “إما يجيبو ليا بنتي ولا نحرق راسي”.

لنا عودة بالصوت والصورة على موقعكم آش واقع تيفي.

التعليقات مغلقة.