الراكب تالف و الصايگ خايف

أش واقع؟ | رأي: أميمة جميلي

رغبتنا في التخلص من القيود و تحقيق إشعاع فكري تسري بنا خطوة إلى الأمام و لكن واقعنا المرير يرجع بنا خطوتين إلى الوراء . كم أخشاها تلك اللحظات التي أتلقى فيها صفعة خطابات التذكير ، و التي تؤكد على أننا في نظرهم مجرد رعايا . سئمنا من الخطابات التي تحوي نوع من المعار ضة الذاتية ، و كشف آلام الفئات المهمشة بغية إمتصاص غضب الشارع دون تغيير ، و طرح الأسئلة الإستنكارية التي لا تفيد إلا في إستبلادنا . من قبيل أين الثروة ؟ أو كما جاء في خطاب هذه السنة ، هل التعليم الذي يتلقاه أبناؤنا في المدارس العمومية قادر على ضمان مستقبلهم ؟ . و السؤال يحتمل إجابتين إما لا أو من الصعب ، والدليل هو إلتجاء كل من سمحت له الظروف إلى المدارس الخاصة أو البعثات الأجنبية . و بالتالي لايتمتع بالتعليم المجاني كأبسط الحقوق . و هناك من لم تسمح له ظروفه المادية فيلجأ للمدرسة العمومية التي لا تضمن له حق التعليم الجيد … و في هذا الإطار تكلم الملك عن إصلاح التعليم الذي اعتبره لن يبلغ المستوى المنشود ولن يستقيم إلا بالتحرر من عقدة الباكالوريا كمسألة حياة أو موت بالنسبة للتلميذ و عائلته و أن من لم يحصل عليها قد ضاع مستقبله … يالا الصدمة !!هل حقا هنا تكمن مشاكل التعليم بالمغرب؟؟؟ . أم هذه دعوة بهدف التخفيف من عدد التلاميذ و الطلاب بشكل خاص لأن المدارس و الجامعات المغربية لم تعد قادرة على استيعاب عددهم المتزايد في كل سنة . أم ربما بلدنا في حاجة إلى التقنيين خريجي المعاهد التكوينية و لم يعد في حاجة إلى المهندسين ، الأطباء و الأساتذة … نظرا للإكتظاظ الحاصل أمام البرلمان بالمعطلين منهم، رغم أن عدد الأطباء أو الأساتذة للفرد (كمثال)جد ضعيف . و لكن متى سوف تصبح أدمغة المغاربة هي أول قطب لاستثمارات الدولة ؟ومتى سوف يتم توقيع هدنة الحرب ضد الشعب؟و متى سوف يسمح لأفكار المواطنين أن تنمو دون إبادتها؟ . لكن كيف لذلك أن يحصل في بلد لازال يتم فيه تحديد المذهب الديني لسكانه (السني المالكي) كما جاء في خطاب الملك .حينها استحضرت وضع الفرنسيين في القرون الوسطى الذين كانو يعانون من اضطهاد الملكية المركزية و التي كانت من ضمن مظاهرها ، اتباع المذهب المعتنق من طرف الملك . و بالتالي حين أسقطتها عن ما قاله محمد السادس، تبين لي أننا نخضع لنفس الشئ بدعوى الحفاظ عن هويتنا المغربية ..
و في سياق عيد العرش استفزني حفل الولاء الذي يعطي شرعية لحكم الملك و ذلك بحضور الولاة و القياد و العمال على اعتبار أنهم صلة وصل بين الشعب و الملك ، مع العلم أنه ليس نحن من اختارهم …!
و في الأخير اختتم الملك خطابه بالآية الكريمة “كلوا من رزق ربكم و اشكروا له بلدة طيبة و رب غفور ” (إيوا حنا نفهموا) .
أش واقع –

 

 

التعليقات مغلقة.