بوجدور : “ليدرز فاميلي” تباغث ‘المشردين’ ليلا وتوزع عليهم مساعدات عينية

ٱش واقع – محمد ونتيف

توصل الموقع بخبر يهم الجانب الإجتماعي والإنساني وهي حملة وجب التنويه بها.

جدير بالذكر أن مجموعة (ليدرز فاميلي) هي مجموعة إفتراضية لها تلات أهداف تقافية وإجتماعية وخيرية.

الحملة التي شنتها المجموعة يوم الإثنين المنصرم في منتصف الليل واستهدفت الاشخاص بدون مأوى الذين ينامون في الشارع وتم توزيع أكياس ممتلئة بالأكل واللباس على هذه الفئة المهمشة والتي يستغني عنها المجتمع.

بعدما أسدل ستار حفل عيد الأم، الذي مر بسلام وبأحسن الأحوال. مجموعة ليدرز فاميلي قررت احتضان فئة من المجتمع تحتاج المساعدة النفسية منها أكثر من المالية تحت شعار “نحن عائلتكم. باهتمامكم، هم بخير”. هذه الفئة تتضمن اشخاص بدون مأوى ،أجبرتهم الظروف على التشرد .
الساعة تشير إلى الثانية والنصف بعد منتصف الليل بداية الحملة ، الهدوء يخيم على ليل المدينة ، الشوارع والأزقة خالية من كل شيء لا طائر يطير ولا وحش يسير ، بضع سيارات تمر بين فترات متباعدة، البرد قارس والناس نيام في منازلهم، لا يبدو أن هناك شيئا يزعج السكون الليلي لبوجدور .. لكن جولة قصيرة في هذه الأجواء ستكشف وجهاً آخر لمدينة التحدي، وجهٌ ينكشف كل ليلة ليُبرِز معاناة العشرات من الاشخاص، تشردوا لظروف مختلفة وأضحَوْا ينامون بالعراء كل يوم، ربما تعايشت أجسادهم النحيفة مع درجات الحرارة المنخفضة طول هذه الأيام. بضعٌ وعشرون شاباً التقوا في “منزل عضو من المجموعة” ساعةً قبل منتصف ليل الإثنين (15ابريل )، استعداد لانطلاق حملة “نحن عائلتكم” في نخستها الأولى لمساعدة المشردين بمدينة بوجدور.
اعضاء مجموعة “ليدرز فاملي” جهزوا عشرات الأكياس المملوءة بالألبسة والأغطية والأغذية، استفادمن الحملة هؤلاء الاشخاص المتشردين، كل واحد منهم له قصته الخاصة التي أوصلته لحياة التشرد، خضنا معهم في تفاصيلها، فكانت المشاهد قاسية، قد لا يملك القلم فرصة الوصف الدقيق لها، لكن على الأقل سنرسم ملامحها في محاولة لنقل المشاهد كما عايشناها … في الحالة الأولى كانت لرجل في مقتبل العمر بدأ حديثه بالحكي عن عزلته التامة عن المجتمع، بدا في غاية الفرح وهو يلتهم بشراهة الأطعمة المقدمة له ، ينام قرب السوق، مكان لا يصلح حتى للحيوانات، رائحة كريهة تنبعث منه ومن المكان، يفترش الأرض ويتخذ من السماء غطاءاً له، حتى ألوان ملابسه تلاشت، لم يقص شعر رأسه ولا أظافر يده لسنوات، مشهد كنا نسمع عنه في عصور الإنسان البدائي، لكنه بات حقيقيا لنا في تلك اللحظة. فقد بدا متفاعلا للغاية ومتجاوبا مع أسئلة وحديث شباب “ليدرز فاميلي”، حيث قال بصوت خافت يتخلله الحزن 《تخلوا عني بسبب مرضي النفسي، فاضطررت للتشرد بلا مأوى أو أهل بجانبي》. وإضافة إلى ذلك، قام اعضاء المجموعة بتقديم له غطاء و ملابس ليختبئ فيها بعيدا عن قساوة المجتمع. وفي الجو المليء بالبهجة والسرور التي أدخلها الأعضاء إلى قلب هذا الرجل ، لم يبخل عليهم بسيل من الأدعية التي كانت كل مايملك ليهديها لهم.
أما الحالة الثانية فكانت على بعد أمتار معدودة من الرجل الأول انتقل اعضاء مجموعة عائلة القادة الى رجل اخر طاعن في السن قرب المحطة الطرقية إلا انه رفض التكلم مع الشباب ولوح لهم بالمغادرة، “ظن أننا من الشرطة، فهم يخافون من أفراد الأمن لذلك لا يتفاعلون مع أحد” وبالفعل غادر الشباب بعد أن تركلوا له الملابس ، الغطاء والأكل.
وما بين الحالتين كانت مشاهد أخرى في نفس المكان تقريبا، تختلف قصصهم لكن وضعهم واحد ..《نحن شبه أموات》 هكذا قال أحدهم.
“نحن عائلتكم”
من بداية الشارع الرئيسي للمدينة الى المستشفى الإقليمي ، ومن المستشفى إلى قرب مسجد محمد السادس، من المحطة الطرقية إلى حي “السلام”.
أحياء وشوارع تخفي معاناةٍ لا نراها ولا نشعر بها، “نحن عائلتكم” كشفت فئة منسية قلَّ من يهتم بها.
لم يكن هذين الرجلين والآخرون إلا حالات استطاعت ” ليدرز فاملي” الإلتفات إليهم ولو رمزيا عبر المساعدات. فحملتنا التي تنظمها مجموعتنا جاءت بهدف تسليط الضوء على معاناة الأشخاص المشردين الذين لا يملكون سقفا يؤويهم، وتزداد معاناتهم في فصل الشتاء وبرودة الطقس، أن تكون نائما في بيتك تحت غطاء أو اثنين، أن تكون ممتلئ البطن ، أن تكون دافئا من البرد، أن تكون وتكون … أشياء قد تعتاد عليها في حياتك ولا تدرك قيمتها إلا حين تنزل في الثانية والنصف ليلا في شوارع بوجدور، لتًصدَم بمشاهد مؤلمة لأناس أحياء أموات .. حينها فقط ستدرك النعم التي مَنَّ الله بها عليك .
ليلة شهدت احتفالا إنسانيا بكل المقاييس وحملت المفهوم العميق للتضامن والتآخي والتآزر الاجتماعي الذي تم من خلاله تقديم رسالة قوية في العمل الخيري لكل الفعاليات من أجل النهوض بالعمل التضامني وأخذه بعين الاعتبار كإحدى الأولويات التي يجب الاهتمام بها.

التعليقات مغلقة.