كارثة النادي المكناسي!

آش واقع/خليل شرق


لعبُ كرة القدم، فعلٌ مُرادفهُ الفرح عند مُمارسيها، وعند المحترفين هي مدخل النجومية والأموال الطائلة، فتُسلّطُ عليهم الأضواء، ويصبحوا قدوة الكبار قبل الصغار، لكن عند البعض تكون نقمةً أكثر منها نعمة، وإن كان أهل مكة أدرى بشعابها فأهل مكناس أدرى بفريقها وما يمر منه لاعبيه .. الوصف هنا يتعدى حدود الكارثة!

فريق المدينة الأول، النادي المكناسي، والذي كان بالأمس القريب رفيق كبار أندية المغرب في قسم النخبة، اليوم يمارس بقسم الهواة وسط ظروف أقل ما يقال عنها أنها كارثية، وإن لم يتغير وضعه، قد نراه الموسم المقبل في قسم أدنى من الذي هو فيه.

اللاعبون والطاقم الفني والقائمين على مراكز التداريب والتجمعات … الجميع بدون رواتب منذ أشهر، ولكل واحد منهم قصة تؤلم أكثر من الأخرى؛ بين من لم يدفع إيجار السكن وأصبح بدون مأوى لولا بعض الغيورين على النادي من منخرطين وجماهير من قاموا بتوفير سكن لهم ولو بصيغة مؤقتة، ومن لم يُسدد قيمة فواتير الماء والكهرباء فلم يجد غير شمعة لتضيء ظلمته، وآخر لم يستطع ضمان حتى قوت يومه لولا بعض الجيران والمنخرطين، سند اللاعبون الأول في محنهم.

وفي الوقت الذي كان فيه اللاعبون ينتظرون صرف منحة 50 مليون من طرف الجهة، لتُخفّف، ولو قليلاً، من معاناتهم، تفاجؤوا بسحب المبلغ بالكامل من طرف أحد أعضاء المكتب بحجة أن لديه دين عند الفريق، وكرد فعل انسحب الفريق من مباراته ضد أولمبيك اليوسفية، ليخسر المباراة ويتم خصم نقطة من رصيده.

بعد هذا التصرف، كان من المنتظر أن يتدخل المكتب المسير للنادي من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه، لكن العكس هو الذي حدث، حيث تم تداول أخبار تفيد باجتماع بعض أعضاء المكتب بأحد المقاهي لتدارس إمكانية البحث عن لاعبين جدد للموسم المقبل، مما دفع اللاعبين إلى التهديد بمقاطعة المباراة المقبلة أيضاً، وهو ما يعني رسمياً هبوط الفريق إلى قسم الهواة الأول.

المطلوب الآن ليس البحث عن المسؤول عن كل ما وصل إليه “الكوديم”، لأن توضيح الواضحات من الفاضحات -كما يقول الصحافي جمال اسطيفي-، بل يجب البحث عن مصدر مالي لدفع مستحقات اللاعبين وإتمام ما تبقى من الموسم، وبعدها “إنّ غداً لناظِره قريبُ”.

التعليقات مغلقة.