عن مقاطعة طلبة الطب في المغرب.

  أش واقع ؟ | طلبة الطب في المغرب

  مع مرور اول اسبوع عن بداية المقاطعة الشاملة التي دعت اليها التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في المغرب ، مقاطعة سرى مفعولها في كل كليات الطب في المغرب و بلغت نسبة نجاحها 100 % حسب مكاتب الطلبة بهذه الكليات ،  بدأت اول ردود الافعال بالطفو و كان اولها تصريح وزير الصحة ” البروفيسور الوردي ” لمجلة ”tel quel “ تصريح اصر فيه على تشبته بمشروع الخدمة الصحية الاجبارية ، مع تأكيده على انفتاحه على امكانية الحوار مع طلبة كليات الطب ، وحسب قول الوزير فإن الخدمة الاجبارية هي الحل الوحيد لسد العجز الحاصل في الاطر الصحية في ظل عجز الحكومة و عدم توفر ارصدة كافية لفتح مناصب كافية لجميع الخريجين وبالتالي سد النقص .

                الا ان هذه التصريحات لم تلق اذانا صاغية من طرف الطلبة و الذين اعتبروها تدخل في اطار الخطابات الشعبوية و التضليلية التي تستعملها الحكومة لتوجيه الرأي العام وتزييف الحقائق ، فيضيف شرف الزياني رئيس مكتب الطلبة بكلية الطب بمراكش  : ” لقد كنا السباقين لطلب حوار في عدة مناسبات ، لكن الوزير ، رفض و استمر بنهج سياسة المراوغة و الأذن الصماء تجاه مطالبنا العادلة و المشروعة ، و لا زلنا نملك توصيلات استلام طلباتنا التي توصل بها الوزير ” كما اكد ان قرار المقاطعة كان اخر خيار امام التنسيقية لإسماع صوتها امام تعنت الحكومة و على حد قوله ” نهج الحكومة سياسة ترقيعية لتبييض صورتها على حساب مصلحة المواطن و مهنيي الصحة ، و غياب ارادة حقيقية لتحسين مستوى الخدمات الصحية بالمغرب ، واخيرا نهج سياسة الخوصصة ” ، كما اكد على ان الطلبة ليسوا ضد الخدمة بالمناطق النائية بل يرفضون ببساطة طابع الاجبار كونه ” نوعا جديدا من الاستعباد ” ، و هم مستعدون للخدمة في اي منطقة في المغرب شرط توفر شروط العمل ( بنيات تحتية ملائمة ، توفر الامكانيات ، تأمين صحي .. ) ،وشرط ان يقوموا بواجبهم بصفتهم موظفين لا مجبرين .   والجدير بالذكر  ان طلبة الطب هم اكتر الطلبة انشغالا بقضايا سكان المناطئ النائية و الهشة  ،اذ يقومون بتنظيم عشرات القوافل لهذه المناطق كما هو الحال بالنسبة لجمعية بصيص الأمل بفروعها .

                و يعتبر معضم الطلبة ان القضية لم تعد تتعلق بمشروع قانون الخدمة الاجبارية تحديدا ، بقدر ما تتعلق بوضعية قطاع الصحة العمومية و موظفيه ، فسياسات الخوصصة و اهمال المستشفيات العمومية اصبح يهدد صحة المواطن المغربي ، خصوصا الطبقة العريضة التي لا تتوفر على تغطية صحية ، او دخل يمكنانها من الاستفادة من خدمات المؤسسات الاستشفائية الخاصة ، كما يعتبرون ظروف العمل في المؤسسات العمومية قاهرة .. فمتلا الاطباء الخارجيون يعملون 5 ايام في الاسبوع من التامنة صباحا إلى ساعة الظهر اضافة إلى المناوبات ، مناوبات قد تصل إلى 24 ساعة او 48 احيانا كل هذا دون الحصول على وجبة ولو خفيفة ، دون قاعة راحة ،دون تأمين صحي   رغم العدد الكبير من الامراض التي يواجهها ، ومقابل تعويض يتراوح بين 120 درهم و 160 شهريا ، تعويض لا يكفي حتى لسد نفقات التنقل من وإلى المراكز الاستشفائية الجامعية ، علما ان الطبيب الخارجي يقوم بعدد كبير من الاعمال ، كإستقبال المرضى ، معاينتهم ، مراقبتهم اتناء المناوبات .. كما يستنكرون عدم اعتراف الدولة المغربية بدبلوم  الدكتوراه في الطب ، ويطالبون بإشراكهم كطرف في اتخاد القرارات ، كما يطالبون الوزارة بفتح المزيد من المناصب للخريجين الجدد و كدا لتوفير البنا التحتية اللازمة لتوفير جميع احتياجات المواطن المغربي في ما يخص مجال الصحة .

                يذكر ان سياسة الحكومة تجاه الصحة العمومية تلقى معارضة واسعة نظرا لنجها سياسة الخوصصة و المتجلية في منح غير الاطباء امكانية فتح مصحات خاصة ، فتح كليات طب خاصة ، و فتح باب المباريات للولوج للوظيفة العمومية امام خريجي معهد التمريض الحاصة ، و كذا العدد القليل من المناصب الذي يتم فتحه امام الاطباء و الممرضين رغم اعتراف الدولة بالنقص الحاصل في اعدادهم ..

  

التعليقات مغلقة.