كلمة النقيب ذ مولاي سليمان العمراني في اداء القسم للسادة المحامون

في : 06-12-2019

بسم الله الرحمان الرحيم

السيد الرئيس الأول المحـترم
السادة المستشـارين المحترميــن
السيــــد الوكيـل العـــام للمـلك المحتـــــــــــــــــــــــــــــرم
السادة النقبـــــــــــــــاء ، السادة أعضاء المجلس المحترمين
زملائي و زميلاتي الأعــزاء
المترشـحيــن للتــمريــن

الحمد لله الذي لا مُنتهى لَعَطَايَاه ومِنَحِه ، حمدا يقوم بالواجب مِن شُكْرِهِ ومَدحِهِ ، وصلى الله على أشرفِ الأنبياء وعلى آله وصحبه أجمعين .
إنه لمن دواعي فخري و اعتزازي أن أقف اليوم أمام محكمتكم الموقرة في هذه الجلسة استنادا إلى مقتضيات الفقرة الثانية من المادة 12 من القانون رقم 08-28 المنظم لمهنة المحاماة التي اعتبرتها جلسة خاصة يرأسها السيد الرئيس الأول و يحضرها السيد الوكيل العام للملك و كذا نقيب الهيئة الذي يتولى تقديم المترشحين المتمرنين.
إننا – نقيبا ومجلسا – نشارككم سعادة احتفائكم بهذا اليوم –يوم أداء القسم – وبداية الانتماء لهذه المهنة النبيلة وبهذه الهيئة العتيدة .

إن الأصولَ والأعرافَ والتقاليدَ والمبادئَ التي راكمتها مهنتنا وهيئتنا على امتداد تاريخها المجيدِ تَمتَنِعُ عنِ العَدِّ وتستعصي على الإحصاء وتُحَفِّزُكُم كمحامين متمرنين لتجديد الدماء في شرايين ما يَنهَضُ بين المحامين جميعا من علاقاتٍ لُحْمَتُها التعاضدُ والتضامنُ والتشبثُ بأخلاقياتِ المهنةِ ابتداء من الالتزامْ بالقانون المنظم للمهنة والحفاظ على المؤسسات المهنية ووحدة الصف داخلَهَا وصولا إلى العناية الكافية بحقوق الموكلين والدفاع عنهم مرورا بالمنافحة عن العدل وإعلاء لواء الحق بأمانةٍ واستقامةٍ وشجاعةٍ، والوعي بالمسؤولية الأخلاقية والحقوقية إزاء قضايا الشعب والوطن والأمة والسعي الدؤوب للرقي بالكفاءة المهنية والمهارات العلمية وتعميق التكوين في مختلف مجالات القانون وحقوقه ثم احترام القضاء لما في ذلك من تقديس للعدالة .
يقول الحق جلَّ وعلى في ســــــــــــــــورة الواقعــــــــــــــــة : “وإنه لقسم لو تعلمون عظيم “.
فبهذا القسم اتخذتم الله شاهدا على صدق نواياكم للقيام بمهامكم وتحمل مسؤولياتكم مع ضرورة الشعور بهيبة الخالق وجلاله والخوف من عاقبة مخالفته .
وبهذا القسم انتقلتم من نطاق القانون إلى نطاق الأخلاق والضمير ، وبه نِلْتُمْ شرف الانتساب إلى هذه المهنة النبيلة والولوج إلى فضاء جديد يوجب عليكم تقديم أنفسكم إلى زملائكم في المهنة ، وزيارة القضاة في مكاتبهم بعد ما زرتم أعضاء المجلس والنقباء السابقين .
وبعد ذلك أنتم مقبلون على فترة التمرين تحت إشراف وتتبع مَن هُم أقدَرُ منكم وأسبقٌ منكم تجربةً وحنكةً ودرايةً ، والمواظبة على ندوة التمرين حتى إذا ما فتحتم مكاتبكم تحملتم مسؤوليتكم بنجاح وثقة محافظين على شرف المهنة والسير بها إلى ما هو أفضل وفق الأعراف والتقاليد التي سار عليها سلفكم من رجال الدفاع في مختلف العصور والأحقاب .
وبذلة المحامي ليست مجرد ثوب أو قماش بل هي رمز للعزة والمساواة والدَّوْدِ عن الحق ، فعليكم بالاعتناء بها سواء في نظافتها أو ارتدائها بشكل منظم وفي مكان منعزل.
وكما هو الشأن بالنسبة للبذلة فمن واجبكم الحفاظ على هندام محترم يليق بصرحِ العدالةِ وبرسالة المحامي سواء داخل المحاكم أو خارجها ، وبهذا الخصوص فإن نقيبكم ومجلسكم لن يتسامح عن أي لباس يمس بهيبة المحاماة وقدسيتها.
فالكل يعلم أن مهمة الدفاع عن الحقوق لدى المحاكم كانت في مهدها الذهبي من الخطط المُنيفة التي تَولاَّها – كالفتوى – أَشرافُ القوم وفُضلاؤهم ، وأنه بعد ذلك باتت المحاماة رسالة سامية عريقة يتصاهر فيها الفن والعلم والصناعة عريقةً عِرَقَ القضاءِ وتليدةً أسوةً بالحق ، يتناغم في ممارستها إحقاق الحق وأداء الواجب وتشييد صرح العدل قوامها حرية القول والعمل ، النظر والممارسة واستقلال ونزاهة المزاول الذي يرافع باسم القانون ويناقش باسم الحق وقيمه ويدافع باسم العدالة ومثلها .
فالمحامي – كما قيل – يجب أن يكون حليما في موضع الحلم ، فهيما في موضع الحكم ، مُوثِرا للعفاف والعدل والإنصاف ، كتوما للأسرار ، عالما بما يأتي من النوازل ، يضع الأمور مواضعها ، والطوارق أماكنها ، قد نظر في كل فن من فنون العلم فأَحكمَه، عارفا بما يَرِد عليه قبل وروده ، فيُعِدُّ لكل قضية عُدتها و عَتَادَها ويهيئ لكل نازلة هيئتها وحلولها.
فتنافسوا على النهل من الأعراف والتقاليد واحترام مؤسساتكم ونقبائكم وزملائكم والتشبث بأخلاقيات المهنة وحصِّنوا أنفسكم بالتكوين فإن ذلك مُعين لكم على ما تسمو إليه هِمَمُكُمْ .
حفظكم الله وأحاطكم ووفقكم وأرشدكم للسير على نهج رواد هذه المهنة التي كانت ولا تزال بوصلة للنور ومشوارا للحق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

النقيب
الأستــــــــــــــاذ مولاي سليمـــــــــان العمرانـــــــــي

التعليقات مغلقة.