رسالة توصلت بها من السيد رئيس جامعة ابن زهر عمر حلي

الحسين بوتگزي

يقول في رسالته:

الأخ الحبيب العزيز،
اريد ان اقدم لك تحية خاصة لا مجاملة فيها ولا محاباة. كنت تلميذا يافعا تابعت أمر إحداث هذه المؤسسة بمسؤولية مواطنة قل نظريها، برؤية الأمل الذي تحمله في صدرك والافق المفتوح كالحياة. اتصالاتك فاقت المائة، معي على الأقل، ومع السيد الوزير. وانت تعلم ما في المسار القصير لهذه الولادة من الشبان املتها الاختيارات وحسن التشاور. والله يعلم اني لم أكن لأتماطل، استحياء ممن هم في نفس وضعك، لا يحلمون إلا بالخدمة الأفضل والقرب المنتج والتفاؤل اللامتناهي. واعلم كذلك ان صوتك كان وما يزال موشوما في ذاكرتي، لأن مثلك يعول على صدقه ويؤسس على انتظاره.
واما من حيث المشروع، فقد مر من اختيارات كان من بينها وعاء على أطراف المدينة، وقبله كانت هناك اقتراحات أخرى؛ غير أنني تشبتث – بحكم تجربتي البسيطة – بأن مؤسسة جامعية يجب أن تكون في قلب المدينة وليس على حواشيها، لأن تكوينات نافعة تنتظر شبابها واطرها، ولا يمكن أن تكون إلا في قلب الحياة وفي رحم للمدينة. وكذلك كان.
وبعد نقاشات طويلة مفيدة، رغم محاولات غير ذات قيمة، حاولت أن تزج بالموضوع في نقاشات عقيمة قصيرة المدى ومنعدمة النفع، سرنا سيرا حثيثا نحو اختيار تبلورت حوله الرؤى المتقاطعة بين السيد عامل الإقليم، الرجل الطيب الخدوم، والمجلس الجماعي والمجلس الإقليمي ومجلس جهة سوس ماسة. ثم نقلنا الحرارة نفسها والخلاصة عينها إلى السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور سعيد امزازي الذي لم يتردد في اقتراح الزيارة الميدانية للمدينة والموقع اليوم. وكذلك كان.
ومن سمع طلبة الإجازة المهنية بطاطا اليوم وهم يقدمون مشاريعهم، سوف يدرك مغزى وعمق المشروع. ومن عاش الخيوط الرابطة بين الرؤى وبعدها التشاركي سوف يطمئن لمآلها.
واما انخراط الوزارة فقد تأكد اليوم بدعم السيد الوزير اللامشروط للفكرة والمشروع.
واما انخراط الجامعة فيعلمه الجميع، وهو من باب الواجب، وحق طاطا في ان تلعب دورها التكويني، ولولاه لما أطلقنا إجازة مهنية بها، مما في ذلك من ضمان لاستدامة النقاش حول الجامعة بالمدينة.
فهنيئا لشباب المدينة وساكنتها
وهنيئا لمن ساند الفكرة ودعمها.
لذلك كله اقول لك ايها الشاب، وبدون ادنى عقدة نفس، شكرا لك على شحن الأمل والثقة في المستقبل لأنه مستقبلك ومستقبل إخوان وأخوات لك مثلك.

■ ملحوظة لها علاقة مباشرة بما سبق: الشاردون لا يدركون مغزى إحراز التقدم. ولذلك، نبهوهم بأن شرودهم ينتمي لماض قد ولى، وأن اكتشاف المدن الشاطئية يفوت عليهم فرصة ناعمة لخدمة أبناء هذا الوطن.

التعليقات مغلقة.