الرباط تستضيف الدورة السابعة للقافلة الوطنية للتشغيل وتناقش دور المهندس في النموذج التنموي

أكد المدير العام للمدرسة المغربية لعلوم المهندس، كمال الديساوي، خلال الدورة السابعة للقافلة الوطنية للتشغيل، التي نظمت تحت شعار “دور المهندس في النموذج التنموي الجديد”، على دور المهندس المحوري في تحقيق التنمية والمساهمة في بناء مشروع مجتمعي متكامل يكون أساسه الانسان، منوها ب”الدور المحوري” الذي تضطلع به المدرسة المغربية لعلوم المهندس ومؤسسات البحث العلمي التابعة لها في تنشيط الدينامية الوطنية في مجال الابتكار. 

وأكد المدير العام للمدرسة المغربية لعلوم المهندس أنه “في ظل انفتاح المقاولة المغربية على المحيط الخارجي بما فيه الافريقي، ستتاح للمهندس المغربي الكثير من فرص العمل ليبدأ مشوار حياته العملية أو يجد فرصة جديدة تلائم تطلعاته”، 

مبرزا في هذا الصدد أن المدرسة تسعى إلى “تكوين طلبة مهندسين لهم قيمة مضافة في تطوير والنهوض بالركب التكنولوجي العالمي من خلال كل المساهمات العلمية والابتكارات التي قدمها مهندسوها عبر إدخال تقنيات جديدة على قطاع الهندسة واقتراح تكوينات في هذا المجال لمواكبة المجهودات المبذولة”.  وأضاف أن المدرسة المغربية لعلوم المهندس تعمل من خلال تنظيم هذا المنتدى على تشجيع البحث العلمي والتقني وتكريس انفتاحها على محيطها الخارجي للتحسيس بأهمية انخراط المغرب في محيطه الإفريقي والدولي وما سيترتب عنه من تغييرات على سوق الشغل.

من جهته، أكد الكاتب العام لوزارة الشغل والإدماج المهني، نور الدين بنخليل، أن هذا الحدث يطلع بأهمية كبرى، تظهر من خلال الموضوع الذي تم اختياره، والمتعلق بالنموذج التنموي الجديد، الذي يضع “العنصر البشري في قلب انشغالات كافة السياسات العامة”.

وأضاف، ممثل وزير الشغل والادماج المهني، أن هذه الأهمية تبرز أيضا من خلال دور المهندس في النموذج التنموي الجديد، والذي يصطدم بعدة انتظارات وتطلعات، تتعلق بالخصوص بتقليص الفوارق الاجتماعية، وتعزيز البنيات التحتية وتحسين جودة حياة المواطنين.

وأبرز الكاتب العام أن “تحقيق هذه الأهداف يعتمد على تعبئة مهندسين أكفاء، خاصة في ما يتعلق باستراتيجية الرقمنة التي وضعتها المملكة”، منوها بالتميز الأكاديمي للمدرسة المغربية لعلوم المهندس وبإنجازاتها والجوائز التي حصدتها على المستوى الدولي.

وفي كلمة خلال المنتدى، المندرج ضمن المحطة الثالثة للقافلة الوطنية للتشغيل في نسختها السابعة، أبرز وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية الأسبق، عبد السلام الصديقي، الدور المحوري والأساسي للمهندس في إنجاز المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، مما يتطلب تكوين مهندسين ذوي كفاءات من مستوى عال، بالإضافة إلى القيم والسلوك المواطن.

واعتبر السيد الصديقي أن المهندس الجيد يتمتع بالقدرة على الإنصات، وحسن استعمال الإمكانيات والوسائل رغم محدوديتها، مضيفا أن المهندس يجب أن يتوفر على فكر نقدي ومنفتح على الثقافات والعالم ومتحكم في اللغات، وعلى علم بالرهانات السياسية والجيو استراتيجية التي يعرفها العالم.

من جهته، أكد علي اكديرة، ممثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن النموذج التنموي الجديد يندرج في إطار دينامية عالمية تعرف ثورة رقمية والعديد من التحولات، من قبيل التغيرات المناخية، والتي تتطلب تحولات على مستوى أنماط الإنتاج والشغل.

وبعد أن شدد على أن المغرب في حاجة إلى مزيد من المهندسين والمقاولين، أوضح أن النموذج التنموي الجديد سيدعو المغرب إلى إجراء تحولات اقتصادية وإحداث المزيد من المقاولات وتنويع المشاريع، مستعرضا في هذا الصدد الدور الهام الذي يضطلع به المهندس في وضع تكنولوجيات متطورة في خدمة المقاولات.


بدورها، أكدت ممثلة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم الزايري، أن المهندس اليوم يوجد في قلب النموذج التنموي، معتبرة أن المغرب يتوفر على كفاءات كبيرة يجب استثمارها ومواكبتها، ومشيرة إلى ضرورة إحداث المزيد من المقاولات وإحداث فرص الشغل.

ويندرج المنتدى المنظم تحت إشراف وزارة الشغل والإدماج المهني، في إطار المحطة الثالثة للقافلة الوطنية للتشغيل في نسختها السابعة، والتي تهدف بالأساس إلى تشجيع إنشاء المقاولات وإدماج الخريجين الجدد، وتعبئة الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين للانخراط في الديناميات الوطنية والإفريقية لتعزيز روح المبادرة لدى الشباب وتشجيع فرص العمل لديهم.

وقامت المدرسة المغربية لعلوم المهندس على هامش حفل افتتاح المنتدى، بالتوقيع على أربع اتفاقيات شراكة مع كل من شركة “هيلتي المغرب”، و”إيفا المغرب”، و”إسكلي المغرب”، و”س.ج.إي للتكنولوجيا والحلول المغرب”، وتهم هذه الشراكات تعزيز التوظيف وإمكانية التشغيل، وتنمية ثقافة ريادة الأعمال.  ويعرف هذا الحدث أيضا تنظيم زيارات لأروقة لمجموعة من الشركات، وجلسات مباحثات، ودائرة مستديرة ينشطها عدد من الخبراء حول موضوع “دور المهندس في النموذج التنموي الجديد”.

وتهدف الدورة السابعة للقافلة الوطنية للتشغيل، التي كانت حطت الرحال في كل من الدار البيضاء ومراكش، إلى المساهمة في تسريع وتيرة إحداث المقاولات، وتنمية ثقافة ريادة الأعمال لدى الخريجين.

التعليقات مغلقة.