عن حزبي الإستقلال والإتحاد الإشتراكي..

شهدت الإنتخابات الجماعية الأخيرة تصدر كل من حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة للمشهد السياسي المغربي بحصولهما على أكبر عدد من الأصوات وأكبر عدد من المقاعد على التوالي، ولئن كان حزب العدالة والتنمية قد حقق تقدمه بسبب ضعف باقي الأحزاب السياسية وفقدان المواطن للثقة فيها، وكذلك كان حزب الأصالة والمعاصرة قد فاز بأكبر عدد من المقاعد خصوصا في البوادي بسبب أعيان الإنتخابات ودعم السلطة له، فإن أكبر الخاسرين كان هما أعرق الأحزاب الوطنية فيالمغرب وهما الإستقلال وبدرجة أشد الإتحاد الإشتراكي.
وكانت أهم أسباب هذه الإنتكاسة هي قيادة الحزبين اللذين لم يمتلكا مشروعا سياسيا بديلا أو منافسا للحزب الحاكم بل كان همهما هو إسقاط حكومة بنكيران بكل الوسائل حتى الغير المشروعة، ومن أجل ذلك وضعت قيادة الحزبين يدها في يد حزب الدولة أي الأصالة والمعاصرة لتحقيق هذا الهدف.
لكن حسابات الحقل ليست هي حسابات البيدر كما يقول المثل، فقد استفاد حزب العدالة والتنمية من هذا التدني السياسي والأخلاقي الذي مارسته قيادات هذه الأحزاب وتعاطف المواطنون مع حزب المصباح خاصة في المدن المتوسطة والكبرى وصوتوا له بكثافة فاجأت وزارة الداخلية التي فعلت المستحيل حتى لا يعيد البيجيدي الفوز الذي حققه في انتخابات الربيع العربي 2011.
وبسبب هذه النتائج التي لم تكن في الحسبان بدأت قواعد الحزبين الإستقلال والإتحاد الإشتراكي تتململ وترفع صوتها لمحاسبة قياداتها على هذه النكسة التي حصلت عليها وبدأت هذه القيادات لشعورها بالخطر تنأى بنفسها عن حزب الأصالة والمعاصرة وتكيل له النقد والإتهام على جشعه وانفراده في حصد المقاعد دون استفادة هذين الحزبين..
وعليه ننتظر ما سيتمخض عن قواعد أعرق حزبين وطنيين لم يرضهم ما حصل ويحصل مع مجيء قيادات لا هدف لها إلا المصلحة الشخصية وإرضاء نزوات التحكم والإستبداد..

بقلم: المرابطي

التعليقات مغلقة.