الرميد: الشجاعة تقتضي أن نقول إن العثماني مسؤول عن قرار إغلاق المدن

آش واقع تيفي من الرباط

قال وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان المصطفى الرميد، إن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، مسؤل عن القرار الذي اتخذته وزارتا الداخلية والصحة، والقاضي بإغلاق 8 مدن بسبب ارتفاع عداد إصابات كورونا فيهم، خلال الفترة الأخيرة.

وكتب الرميد على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:
⁦◀️⁩ توضيح

السلام عليكم
يعمد بعض الناس إلى نسبة قرارات أو سياسات لا يرضونها عن حق أو باطل إلى جهات في الدولة، بقصد تبرئة رئيس الحكومة من هذا القرار أو ذاك، في المقابل يعمد آخرون إلى نسبة كل القرارات والسياسات التي يعتبرونها سيئة الى رئيس الحكومة خصوصا، وإلى حزب العدالة والتنمية عموما، ويجعلون كل ما هو جيد ومفيد من نصيب أعضاء الحكومة الأخرين.
والحقيقة أن كلا الموقفين خاطئين، وهما وجهان لعملة واحدة، ذلك أن الحكومة مسؤولة تضامنيا عن سياساتها ، ومعنية بقرارات أعضائها سواء منها الجيدة أو الصعبة، لا فرق بين هذا وذاك، علما أنه طالما أن رئيس الحكومة لم يتبرأ من هذا القرار أو ذاك ، فلا حق لأحد أن يتبرأ عوضا عنه.
لذلك فإن الشجاعة تقتضي أن أقول إن رئيس الحكومة مسؤول عن القرار المتخد بشأن المدن الثمانية ، ليس افتراضا وإنما حقيقة، لأنه تم التشاور معه بشأنه، هذا مما لاشك فيه.
ولقد كان القرارا المتخد ضروريا، وإن ترتبت عنه مفاسد ومساوئ نعتذر عنها، فإنه يبقى أقل فسادا وسوء من أي قرار آخر ، هذا مما لاشك فيه أيضا، ذلك أنه توخى حفظ الصحة والأرواح، ومن كان هذا قصده فقد أصاب، وها هي التجارب العالمية مليئة بالدروس والعبر ، وتنبئ أن الدول التي شددت على مواطنيها في حرياتهم ومعاشهم، قللت من الخسائر على صعيد الصحة والأرواح ، أما الدول التي تركت الحبل على الغارب، واستهانت بالوباء، فقد كانت النتائج وخيمة والحصيلة مؤلمة، وها هي تعد أمواتها بعشرات الآلاف، ويمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى مئات الالاف.
ولا بأس أن أذكر هنا، وعلى سبيل المثال، أن الحكومة البريطانية اتخدت اليوم الثلاثاء 28 يوليوز، قرارا يقضي باخضاع جميع البريطانيين السياح باسبانيا الى العزل لمدة اربعة عشر يوما بمجرد رجوعهم الى بلدهم، فماذا سيقول هؤلاء السياح عن هكذا قرار ؟ انه الوباء الذي دوخ العالم ، واسقط اقتصادات العالم، وأوقف طيران العالم ، وأحدث أوضاعا لم يعرفها العالم، وقد لا يعرف العالم لها نظيرا، لذلك علينا أن نتحد في مواجهة الداء، وأن نتحمل مسؤولياتنا جميعا لمحاصرة خطورته والحد من انتشاره، وليس تصفية الحسابات الصغيرة، والقيام بالمناورات البئيسة التي لن تنفع أصحابها، وحتما لن تضر خصومهم.

وكان قرار وزارتي الداخلية والصحة، القاضي بإغلاق 8. مدن مغربية، بسبب التطورات الوبائية الأخيرة التي عرفتها، قد خلف ردود فعل متباينة، حيث حملت فئة منتمنية للعدالة والتنمية، أو متعاطفة مع الحزب، المسؤولية لجهات غير الحكومة، فيما صبت فئة ثانية جام غضبها على العثماني، باعتباره رئيس الحكومة.

التعليقات مغلقة.