عن البديل الديمقراطي..

يشهد المجتمع المغربي تحولات عميقة ومتسارعة في بنيته الإجتماعية والسلوكية والثقافية وحتى الأخلاقية، وهذا التغيير المتأرجح بين ما هو إيجابي وسلبي لا تواكبه دراسات وتحليلات مختصة تفسر مختلف الظواهر والتجليات التي تعكس هذا التطور في عقليات ونمط تفكير الشعب المغربي، وفي علاقاته وتعاطيه مع كل المستجدات التي تطرأ، سواء بين أفراد المجتمع المغربي أو بعلاقته بالمجتمعات الأخرى.
هذا الدور الذي كانت تقوم به الأحزاب الوطنية الجادة عبر مجهودات شخصية لمفكرين وباحثين نذكر منهم الفيلسوف الجابري عن الإتحاد الإشتراكي والأساتذة السحيمي وغلاب والمساري عن حزب الإستقلال رغم مضايقات الإستبداد وانعدام ظروف وإمكانيات البحث.
هذا الدور أصبحت تقوم به الآن، بعد تدهور هذه الأحزاب، مراكز التفكير والبحث والدراسات أو ما يعرف بمراكز “تينك تانك” لكن هذه المراكز تقوم بدراساتها حسب الطلب وتجري خبراتها لفائدة مؤسسات معينة ولا تنشر للعموم إلا فيما ندر.
سبب هذه الإشارة هو الإنتخابات الجماعية التي أجريت مؤخرا والتي أحدثت فارقا كبيرا مع سابقاتها حيث أظهرت ازدياد وعي المغاربة خاصة في المجال الحضري بدور الأحزاب وأهميتها في تسيير شؤون البلد ومنحت صوتها للأحزاب الجادة والقريبة من المواطن والمعروفة باستقامتها ونظافة يدها بغض النظر عن إيديولوجيتها وموقفها من الحريات الفردية، وبالتالي فقد ازدادت حاجة المغاربة إلى أحزاب جادة وقريبة من همومه خاصة بالنسبة لفئة الشباب التي تتطلع إلى بديل حزبي ذو مصداقية على الساحة السياسية المغربية حتى تعود للمجتمع عافيته وللأحزاب دورها في تأطير المجتمع وتوعيته والدفاع عن حقوقه، حتى نقطع مع زمن الإستبداد والفساد الذي طال زمنه في بلدنا وجعل نظرة المواطن الأحزاب سلبية، وهذا لا يتحقق إلا بجيل جديد من الشباب، تواق إلى الحرية والكرامة والعدل..

إدريس المرابطي

التعليقات مغلقة.