عن أمانديس وأخواتها..

أبدع الطنجاويون طريقة متميزة ومتحضرة للإحتجاج على الإرتفاع المهول لأسعار الكهرباء التي تفرضها شركة أمانديس على المواطنين في هذه المدينة الشمالية وذلك بإطفاء الأنوار وإشعال الشموع.
ومعلوم أن أمانديس كما شقيقاتها ليديك في الدارالبيضاء وريضال في الرباط هي شركات فرنسية للتدبير المفوض، أبدع فريتها وزارة الداخلية في إطار الريع المخصص لأمهم فرنسا. ورغم أن هذه الشركات الأجنبية لا تلتزم بالقوانين المعمول بها وبدفتر التحملات الذي وقعته فإن الدولة أو بالأحرى وزارة الداخلية لا تتدخل لإرغامها على احترام القانون، وهذا راجع إلى اختراق اللوبي الفرنسي للشخصيات النافذة في هذه الوزارة العتيدة، والتي لا تظهر قسوتها إلا على المواطن المغربي المغلوب على أمره، حتى أن العمدة السابق لطنجة اضطر لتقديم استقالته وهو المنتخب من طرف الشعب يا حسرة عند محاولته إجبار هؤلاء المستعمرين الجدد على احترام القانون، حيث تعرض لضغوط شديدة من قبل مسؤولين نافذين بالمغرب للإبتعاد عن الشركة السيئة السمعة وتركها تنهب أموال الناس بكل راحة وطمأنينة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نظرة المخزن القذر للشعب المغربي وكأني به استعمار جديد بالوكالة جاء ليخلف الإستعمار الفرنسي في نهب خيرات الوطن وتفقير المواطنين.
على كل حال فقد كان لهذا الشكل النضالي الحضاري الذي مارسه الطنجاويون بداية موفقة لإنهاء هذا الظلم الذي تكالب فيه الإستعماران القديم والجديد، ونأمل أن تعقبه أشكال احتجاجية إبداعية في مدن الرباط والدارالبيضاء لفرض تطبيق القانون وإلزام المسؤولين باحترام كرامة وحقوق المواطنين.. وكل احتجاج وأنتم بخير…

التعليقات مغلقة.