حركية الفن والإبداع في ‘‘أسامر’‘ الجنوب الشرقي المغربي

أش واقع تيفي / مجرد رأي

الفن ظاهرة إنسانية تتسم بالتطور والانحطاط فهو ثمرة عبقرية كل الشعوب في كل المجالات. كل ميدان يمكن أن يكون موضوعا للفن. وفي الجنوب الشرقي المغربي ظهرت حركة فنية  يسطع نجمها حينا وبأفل أحيانا أخرى ..فمن حركة ”أمون ستيل الى أمون فيزيون ” ”رؤية تستشرف المستقبل ”

 منذ ثلاثين عاما وواحات الجنوب الشرقي تعرف تحولات في شتى الأصعدة ،إقتصاديا وتقافيا وقيميا إثر عدة عوامل نذكر منها حركية الساكنة الناتجة عن الهجرة الوطنية والدولية أمام انعدام  مؤسسات مشغلة في هذا المجال الترابي من معامل ومصانع وأمام رغبة الأجيال الجديدة في التحصيل العلمي أصبحت الهجرة سنة مؤكدة ينهجها الجميع .

و المجال الفني الموسيقي بالخصوص عرف بدوره تحولات جدرية شأنه شأن باقي القطاعات ولعل السبب الرئيسي كما نزعم هو التحاق الشباب” بأسامر ” بالجامعات المغربية في مختلف التخصصات وأمام هذا الأمر تأثر هؤلاء الشباب بالأفكار والنظريات الفكرية في الإبداع . ورغم تشبع الشباب بالموروث الثقافي الأصيل لهذه المناطق الواحية تظل محاولاتهم في التطوير والتغيير في الإبداع مستمرة باستثمارهم لأنماط جديدة في التناول الإبداعي ويتجلى ذلك في استعمال الآلات العصرية في الموسيقى واستثمار التجارب العالمية الغربية خاصة في طريقة الكتابة النترية أو الشعرية وغير ذلك من التحولات وأكيد المجتمع والمتلقي لم يتقبل كل تلك المستجدات الإبداعية بسهولة فكل جديد مرفوض وإن كان سديد .

ولا يختلف إتنان على حد علمنا أن من بين الأسماء التي بدأت الغناء في هذه الواحات نجد الفنان الشيخ أوهاشم بوعزامة والفنان ايجود … في الأغنية التقليدية والفنان موحا ملال وحمو كموس مصطفى الوردي وفنانون أخرون يصعب الإحاطة بأسماء الجميع لكن يمكن القول بصفة عامة أن هؤلاء حاولوا تطويع الآلات العصرية وتكييف الألحان مع الفرع اللغوي لمنطقة أسامر فأبدعوا قصائد وأغاني خالدة محفوظة ومرسخة في الذاكرة الجماعية للمنطقة . رغم ندرة إن لم نقل انعدام النصوص النقدية الموازية لإبداعات هؤلاء الرواد .فالنصوص النقدية تظل مهمة جدا في معرفة الصالح من الطالح في المنجز الفني ومعرفة مدى الإبداع  أو الاجترار لما هو قديم .

ومع مرور السنوات أنجبت أرض أسامر أجيالا أخرى حملت نفس الهم أي هم تجديد التراث باستثمار الموسيقى العالمية فظهرت أسماء جديدة في الساحة الفنية ونزعم أنه كنا من بين هؤلاء بالإضافة الى الفنان ”نبا” رحمة الله عليه وكل من الفنان أنكمار والبضراوي وأمناي وإمنزا وتنالت تواركيت وتكراولا وأزا باند وأناروز….  والكثير من المجموعات الأخرى المبدعة والمتزايدة يوما بعد فلا يمكن في هذا المقال ان نقفل اللائحة ولا أن نقصي أحدا فكل المجموعات الفنية لها لمستها وجمالها وهي تزداد يوما بعد يوم. فما يهمنا في هدا المقال هو ان نبين ان لهذه الحركة الفنية رؤية تكاد تكون مشتركة هي الدفاع عن الهوية الأمازيغية في بعدها الشمال افريقي  والدفاع عن حرمة أسامر ومجاله والترافع عن المهمشين فيه بالأغنية والشعر .

هذه الحركة الجديدة أطلق عليها الفنان موحا ملال باستشارة مع ثلة من المبدعين اسم ”أمون ستيل ” ويقصد  بكلمة” أمون ” إله موحد ظهر على أرض مصر منذ عصور الفراعنة حين كانت قوة الامازيغ تطال الحضارات الأخرى بل وتحكمها وكلمة ”ستيل ” تعني الأسلوب الجديد” بمعنى ان أسلوب أمون ستيل يجمع بين الاصالة في الكلمة ويرافع عن المنطقة باستعمال موسيقى غربية وخطاب سياسي يرنو الى العالمية أكثر مما يستهدف المحلية .

وفي السنوات العشر الأواخر فعلا ظهرت أكثر من 40 مجموعة محلية فنية تزاول الإبداع في نفس الاتجاه ونفس الاسلوب كل هذا يتم دائما في غياب المصاحبة النقدية التي تعطي قيمة أكاديمية للمنجزات الفنية .

وفي مقالنا هذا أقترح إسما جديدا أو تعديلا طفيفا لإسم لهذه الحركة الفنية ألا وهو إسم ” أمون فيزيون ” AMUN VISION  . بمعنى امون رؤية للإعتبارات التالية أراها تستحق النقاش .

أولها أن حركة امون ستيل تظل حبيسة   المجموعات الفنية التي تستعمل القتارة وتدافع عن القضية الأمازيغية في حين نحن نرى أن تسمية AMUN   VISION تسمح لإدخال جل الأصناف الفنية من شعراء وكتاب وفنانون تشكيليون ومغنون بأساليب صحراوية ومصورون يشتغلون على الديزاين وأساتذة وفاعلون جمعويون وصحفيون بحيت يكون فقط الهم الوحيد المشترك بين كل هؤلاء الترافع تم الترافع عن اسامر بطريقة ابداعية توصل صوت اسامر الى مراكز القرار وقد تتجاوز تلك المراكز الى العالمية بفعل قوة الإبداع وجاذبيته .

أمون ”فيزيون ” هي مظلة تسع الجميع منتجون ومثقفون ومناضلون همهم الوحيد هو المرافعة بشكل فني يتجاوز السياسي في الرقعة الجغرافية أسامر بمعنى اخر ”أمون فيزيون ” هي رؤية وبداية مشروع نطمح الى أن ينخرط فيه الجميع للمطالبة بمعاهد حقيقية غير ترقيعيه للموسيقى والمسرح لخدمة ابناء أسامر إسوة بإخوانهم في باقي التراب الوطني   وموارد بشرية متخصصة ومؤهلة لخذمة هؤلاء الشباب وللمطالبة بجامعة حقيقية غير ترقيعيه كذلك تحمل اسما لرموز نساء ورجالات أسامر الذين ماتو وهم لا يطمحون الا الى عيش كريم وسلام هذه الارض الطيبة . لم نعد نحتاج الى استعارة أسماء  مشرقية كانت أو غربية نحن لم نعد قاصرين كما دأبت السياسات العمومية التي كانت في الستينيات تصنفنا وتعمل على خلق أسماء مشرقية على أراضينا الامازيغية …

في أسامر هناك طاقات مبدعة في مجال دعم الاغنية الامازيغية ظلت لعدت سنوات تشتغل في الخفاء كشركة إتري موزيك من خلال المناضل صلاح كرام الذي قدم خدمات جليل للأغنية الملتزمة بالجنوب الشرقي وغيره من شركات أخرى .

إن اقتراحنا لتسمية ”أمون فيزيون ” نابع من قناعاتنا  أن الافكار بدورها تتناسل وتتطور وتتغير بتغير الظروف وتطور الإبداع بحيت ان أمون فيزيون تتجاوز الاسلوب لتنتصر للنظرة أو الرؤية الفلسفية بمعنى أن كل مبدع في أسامر يسعى الى المرافعة عن قضايا أسامر ويعمل بشكل جدي لإيصال الخطاب الى العالمية باستعمال اللغة الامازيغية أو اللغات العالمية فيمكن له أن يلتحق بحركة أمون فيزيون .

نريدها حركة ترافع من أجل إذاعة جهوية خاصة بأسامر إد نجد أنه من الغريب والمؤسف أن تكون بالجنوب الشرقي جهة سياسية ومؤسسات عمومية تسير الشأن العمومي دون إعلام جهوي مؤسساتي خاص بالجهة المترامية الاطراف أي نريد اعلاما  تابع للدولة ليساهم في توثيق ما تبقى من الموروث الثقافي الشفهي للمنطقة .

عمر أيت سعيد بمراكش

التعليقات مغلقة.