قصة “يحيى”.. شاب مكفوف يتحدى الإعاقة و يناشد المسؤولين مساعدته للقيام بعملية جراحية بفرنسا

أش واقع تيفي من الرباط

توصلت جريدة “أش وقع تيفي”، بحالة إنسانية جديدة لشاب يدعى يحي، من نواحي مدينة الرشيدية، مكفوف، ولد سنة 1985 بقصر مروتشة، وهي احدى قرى المغرب العميق بدائرة تنجداد اقليم الرشيدية.

وفي تصريح صحفي للموقع، أوضح “يحي”، أنه إبن أسرة فقيرة كأغلب أسر المنطقة ،نشأ في وسط تسود فيه الأمية والفقر ،حيث ما زالت العديد من الأسر في تلك الحقبة تمنع ابناءها المعاقين من الخروج خشية من نظرات المجتمع.

طفولة بطعم الإعاقة والحرمان

وأضاف يحي “، أنه يتذكر بكثير من الحسرة والحزن هذه المرحلة، ويحكي أنه عندما بلغ سن التمدرس وتقدم افراد اسرته لتسجيله للالتحاق بمقاعد الدراسة تفاجئ برفض تسجيله وامتناع استاذة المستوى الاول بقبوله مبررة ذلك بكونه طفلا مكفوفا وبصعوبة تدرسيه وعدم تلقيها لأي تكوين في تدريس أمثاله من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأمام انسداد الأفق، أردف المتحدث، بأنه ظل يرافق أقرانه الى المدرسة وينتظرهم خارج أسوار القسم يتابع معهم الدروس في اغلب ايام الدراسة، هو ما خلق لديه رغبة كبيرة في التعلم كباقي الاطفال في مثل سنه، وعندما انتقل أصدقاؤه الى المستوى الثاني قرر الاستاذ المكلف بتدريسهم قبوله لكن بشكل غير رسمي حيث لم يتم تسجيله بل سمح له فقط بالحضور في القسم كمستمع.

وبعدما أنهى السنة الثانية ابتدائي كمستمع، قال” يحيى ” بأنه منع بعدها من الحضور الى المدرسة مادام غير مسجل بشكل رسمي،وهو ما شكل لديه صدمة كبيرة خصوصا امام اصراره على التمدرس وحبه الكبير للدرسة،وعدم تقبله لواقع حرمانه من مقعد في المدرسة إسوة بباقي زملائه الأطفال.

من حسن حظ ” يحيى” انه اندمج كثيرا في محيطه وبين أقرانه بالرغم من إعاقته وما خفف عنه كثيرا من حرمانه من الدراسة فكان يلعب ويمرح كباقي اطفال القرية عكس بعض الاطفال المعاقين في منطقته الذين يبقون حبيسي جدران بيوتهم اما خشية من اسرهم عليهم او تفاديا لنظرة المجتمع التي لاترحم خاصة في مجتمع تسوده الأمية والجهل في تلك الفترة، حسب تعبير المتحدث.

.
كبر يحيى وأدرك جدا معنى ان تكون انسانا مكفوفا في رقعة جغرافية نائية في المغرب يعاني فيها الاصحاء من التهميش والفقر فما بالك بالاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبرت معه آمال الحصول على علاج يعيد النور إلى عينيه بعد طفوله مظلمة، لتبدأ رحلته في البحث عن العلاج، فظل يتردد على العديد من الأطباء والمختصين في امراض العيون، لكن دون جدوى خاصة امام تضارب تشخيصات الأطباء لحالته، وكذا حالته الاجتماعية التي لم تكن تسمح له بالتنقل الى المدن الكبرى لاجراء تشخيص دقيق وما يتطلبه ذلك من مصاريف، يضيف المتحدث لموقع “اش وقع تيفي”.

وبهذا الخصوص، قام يحيى بدق ابواب المؤسسات الحكومية المختصة بأمثاله من ذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على مورد رزق يمكنه من العلاج ومن العيش الكريم، فعمل على تقديم العديد من المراسلات دون اجابات عملية حيث كان اغلبها دون رد او باجابات كانت مجرد وعود لم تتحقق، حيث يوضح يحيى انه مصر على أن يكون انسانا منتجا في مجتمعه فراسل مختلف المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية والاقليمية من اجل الحصول على كشك او اي عمل يمكنه من توفير أدنى ضروريات العيش الكريم، فاستبشر خيرا باستدعاء من عمالة إقليم الرشيدية سنة 2003، حيث تم أخباره باستفادته من مأذونية للنقل وانجز كل الوثائق المطلوبة لذلك، وظل ينتظر لمدة طويلة دون اي استفادة فعلية منها رغم مراسلاته المتكررة واستفساراته عن مصير هذه المأذونية دون اجوبة مقنعة حيث يكون رد المسؤولين كل مرة بمزيد الانتظار.

يحيى و العمل الجمعوي

بعد المعاناة والحرمان الذي عاشه يحيى لسنوات، قرر انشاء جمعية تعنى بالاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في قريته، حيث كان أكبر دافع له لتأسيس جمعية التفاؤل هو حرصه على خدمة هذه الفئة المهمشة والمقصية والمحرومة من حقها في التعليم والصحة وفي العيش الكريم، حيث قال يحيى أنه يسعى لتمكين الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة، خاصة الاطفال منهم من الولوج إلى المدرسة والتمتع بحقوقهم المنصوص عليها في الدستور بعيدا عن المقاربة الاحسانية التي لا تزيد الا في نبذ وإقصاء هذه الفئة من المجتمع، مؤكدا على انه من الضروري توفير فرص لهؤلاء الأشخاص لجعلهم منتجين في المجتمع من اجل اندماجهم وذلك عبر تكوينهم وتمويل مشاريعهم وتشجيع مبادراتهم بشكل يمكنهم من العيش بكرامة.

تجدد شغف يحيى وحبه للدراسة رغم كل الصعوبات والعراقيل التي يواجهها كشخص مكفوف، خاصة وانه تقدم التسجيل بإحدى المدارس القرآنية القريبة من محل سكنه فرفضت تسجيله بمبرر عدم توفرها على فصول خاصة بالاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فقرر الالتحاق بدور تحفيظ القرآن البعيدة عن مقر سكنه بالرغم مما يرافق ذلك من صعوبات وعراقيل خاصة وأنه شخص مكفوف، وامضى عدة سنوات متنقلا بين عدة مدن كالناظور ووجدة ليستقر به المقام بإحدى المؤسسات بمدينة الدار البيضاء، حيث تمكن بالموازات مع ذلك من الحصول على شهادة الدروس الابتدائية سنة2017.

يحيى وأمل رؤية الحياة بألوانها

بعد مسيرة مليئة بالمعاناة، ذكر يحيى بأنه تمكن من خلال احدى زياراته لمصحة خاصة بأمراض العيون، الحصول على تشخيص دقيق لحالته اعادت له الامل في ان يرى الدنيا بالوانها حيث أخبره طبيب مختص أن هناك أمل في إعادة النور لعينيه بإجراء عملية جراحية دقيقة خارج المغرب في فرنسا بالضبط.

عما يحيى بعدها بكل عزم واصرار على انجاز ملف طبي متكامل واعد طلبا التأشيرة من اجل العلاج في احد اكبر مستشفيات باريس رغم الكلفة الباهظة اللازمة لذلك، لكنه تفاجئ برفض طلب تأشيرة الدخول الى فرنسا من اجل العلاج، لكن ذلك لم يثنه عن التشبه بالامل و مواصلة البحث عن العلاج، حيث كانت وجهته بعد ذلك إلى أحد أكبر المستشفيات باسطنبوى في تركيا حيث تم تشخيص حالته لكن إمكانياته المادية لم تسعفه امام المبلغ الخيالي الذي تم تحديده(135.000,00يورو) .ليعاود بعدها محاولة الحصول على تأشيرة الدخول الى فرنسا من اجل العلاج بالرغم من المصاريف التي تتطلبها، يحكي يحيى للموقع.

يحيى وكفاحه المستمر في سبيل العيش الكريم

بعد عجزه عن السفر للعلاج بالخارج، وامام الوضعية الهشة التي يعيشها قرر يحيى مواصلة مطالبته المؤسسات الحكومية والمختصة بشؤون الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ،حيث تقدم بطلب تمويل مشروع له الى التعاون الوطني في إطار مبادرة التماسك الاجتماعي، كما جدد طلباته بتوفير كشك او اي عمل يحفظ له كرامته ويوفر له سبل العيش الكريم، وراسل بخصوص ذلك السلطات، لكن دون اي نتيجة تذكر ماعدا الوعود والمماطلة وهو ما دفعه للقيام بعدة وقفات احتجاجية أمام مقر جهة درعة تافيلالت، وكذا امام مقر ولاية الجهة لايصال مطالبه الى المسؤولين والمنتخبين المحليين، كما توضح صور وفيديوهات منشورة له.

رغم الصعاب التي واجهته وتواجهه ظل يحيى متشبتا بأمل الحصول على مورد رزق يحقق له طموحاته واماله في العيش الكريم وفي مواصلة رحلة البحث عن العلاج، يقول كريم في حديث ل “أش وقع”.

لهذا، يناشد يحيى عبر منبر” أش وقع”، المسؤولين التدخل للنظر في قضيته ومطالبه المشروعة، لإجراء عملية جراحية خارج أرض الوطن، تعيد له أمله الكبير لرؤية الحياة بألوان مختلفة، وكذا إدماجه في سوق الشغل.

هاتف “يحيى”، للتواصل معه وتقديم المساعدة 0606968716

تعليق 1
  1. جعفر يقول

    شاب طموح ومسالم، نعم الأخلاق. نتمنى أن تلقى مطالبه آذانا صاغية من لدن السلطات والجهات المعنية.

التعليقات مغلقة.