الحطيئة ينبعث من داخل الجسم الإعلامي بمدينة الجديدة

 أستاذ جامعي بالجديدة

قديما في العصر الجاهلي عاش أحد الشعراء الملقب بالحطيئة و إسمه الحقيقي “جرول العبسي” نسبة لقبيلة بني عبس، عاش وحيدا منفردا بأحزانه لا يعرف له أهل أو أصل أو نسب، مقطوع الجذور ، منبوذ من القبائل ، يعاني الحرمان ، فاتخذ الشعر سلاحا يغتصب به أغراض الناس ، و يجلب به القوت، و لم يكن يسلم أحد من لسانه ، حتى أنه هجا نفسه بقوله :

أبت شفتاي اليـــوم تكلمــا            بسوء فما أدري لمن أنا قائله

   أرى لي وجها شوه الله خلقه            فقبح من وجه و قبح حامله

و اليوم و بعد مئات السنين، انبعث من تحت أنقاض العصر الجاهلي أحد الطفيليين من سلالة هذا الشاعر الذي اعتقدنا أنه ولى دون رجعة و كفانا الله شر لسانه.

انبعث بتشوه جيني ، فعوض هجاء نفسه على شاكلة سلفه الطالح انبرى على مدحها و التشدق بفتوحاته الرعناء حتى استأنس بأباطيله و أصبح يصدق ما ينسجه خياله المريض المثقل باالآتام و العقوق.

صديقنا التائه عن طريق التوبة ، تسلط على الجسم الإعلامي بلسانه السليط و مستواه الضعيف و أخذ يخبط  خبط عشواء كالجريح لا يكاد يميز بين الأخضر و اليابس ، فمن أجزل له العطاء، جهد نفسه في كف شره عنه، و من حرمه ، كال له الشتائم و لفق له التهم .

 فهو كنخفنساء الروث  أو ما يصطلح عليه بالعامية المغربية “بوجعران”  لا يعيش في النقاء و لا تصفى نفسه إلا بلف ………..

سليل الحطيئة ، يتكلم  بلسان الشعب فأي شعب يقصد ، ومن فوض له الحديث باسم الشعب و هل الشعب وصل حد الجنون لتفويض صوته لمثل هذا  الكائن الطفيلي ذو الحمل الثقيل من السوابق يجر أذياله بوزر عقوق الوالدين، و يقتات على النفايات و امتصاص الدماء و نفث السموم أينما حل و ارتحل .

        و لنا موعد آخر مع صديقنا سليل الحطيئة.

التعليقات مغلقة.