رسالة أم مغربية إلى صغيرتها..!

أش واقع تيفي

يا ملاكي يا من ثغرها  جوهر، نصفها كافور، ثلثها عنبر و  باقيها ماء ورد.
أعلم أنك  ستخوضين الحب بكل ما يملكه قلبك الصغير من  صفاء وجمال، فأنا يا قطعة من سكر كما أحببت دائما أن  أسميك سأعمل على أن اجعلك لا ترين  من الحب سوى الجميل و من القلوب سوى نقاؤها  و أن لا تشعري  قط بالم الروح بل حتى لن أدعك تسمعينا أنينها .

لكني أخشى عليك الحياة بغيابي  وأخشى أكثر  أن تفقدي أسباب الجمال حتى باتت فكرة أن تدركي متأخرا أن الحياةقد يكون بها شيء من الألم أو أن السعادة ، القوة
و الحب ينبعون منك لا من أحد سواك.
 
   أو أن يوجعك صوت قلبك وشعورك بالوحدة رغم كونك وسط الزحام ترعبني.

لذا  سأعمل على أن أعلمك رغم صغري سنك أن الحب قد يكون  به شيء من الألم لكنه كل الحياة فلا تحاولي الهروب من ألامك  بل عيشها لا تدعيها  تمر مرور الكرام لكي لا تترك أترا على قلبك الرقيق، فجل ما يدمي قلب الإنسان ما تجاوزه دون إقتلاع جذوره.

و أنه يجب يا إبنتي أن تكوني حرة أينما عصفت بك الحياة أضفت بريقا ونسجت سعادة.

و أنه يجب أن تبحتي عن حريتك، لكن  لا تخلطي بينها وبين الهمجية فالحرية يحدها إحترام إنسانية الأخر حتى وإن إختلفت بينكما التوجهات، الإختيارات و الإعتقادات.
وأنه عليك ان تكون جميلة قلبا قبل أن تكوني جميلة قالبا
و أن تحبي نفسك بكل ما تحملين من عيوب  وأن تتقبلي هذه العيوب إذا ما كانت  غير قابلة لتغيير قبل أن تحبي ما يزيدك بهاء.
و أن تعلمي  علم اليقين انك لست كما سيزعمون ناقصة ،ضعيفة أوكائن محدود بل انت عالم متكامل من القوة ،الجمال والرحمة..

سأعمل على أن تتذكري أن الحياة المادية لا وصول فيها فكلما إقتربت منها إبتعدت عنك، وأننا نصل بالشعور،بالشعور فقط نبلغ الحياة ونتشبع بها ونمتلئ.

و أن لا تحاولي أن تكوني ما ليس انت ، لن أدعك تفرطين في نفسك من أجل الآخرين ولا أن تتخلى  عن أحلامك، طموحتك ،رضاك وقناعتك لأجل الآخر، كيفما كان هذا الآخر.هذا وعد لك ووعد الحر دين عليه.
سأعلمك أن الأنانية المعتدلة منجاتك لتكون أفضل، وليست شر وغياب لضمير كما أوهمونا، و أن الحياة ليست مكان تقليديا نعيش فيه  مع غياب حلاوة العيش بل أعمق من ذلك فهي  يا قطعة من قلبي رحلة بحت عن الحقيقة ولا سواها.

سأكون من يساعدك لكي تصنعين  يا صغيرتي مجدا يليقُ بكل الفشل الذي يمكن ان يكون قد سبق، بشموخ يحيي الإبداع الراكد خلف جدار اليأس، لكي نخمد من قال أنك لن تستطعين الوصول فالشوك مغروس في قدميك و الطريق ردم  لن تعبري منه.

سأعلمك الكفاح في سبيل عيشك كإنسان طبيعي، فهذا أمر تمين أمر يحمل في تنياه قوة تغذي المظلومين ونورا خافتا يجعل من يعيش أنصاف،
حياة يبحت عن حياة منصفة.
سأعلمك كيف تكفحين من أجل قراراتك لأنك تستحقين الاختيار وتملكين من الحكمة ما يمكن أن يغير مصير مجتمع كامل إن لم نقل العالم.
سأردد على مسامعك منذ نعومة أظافرك اقتباسا للكاتب جبران خليل جبران:                                   
“باطلة هي الاعتقادات والتعاليم التي تجعل الإنسان تعيسا في حياته، وكذّابة هي العواطف التي تقوده إلى اليأس والحزن والشقاء. لأن واجب الإنسان أن يكون سعيداً وأن يعلم سُبل السعادة ويهدي الناس اليها اينما كان”.

و سأهديك عندما تبلغين الخامسة عشر  كتابا اسمه ( أحبي نفسك أولا)، سيعلمك أن لا تنتظري من الأخر أن يحبك إن لم تحبي نفسك وتدليلها  وأن تخصصي لها من الوقت ما تخصيصنه للاخرين ، وأن تتخلصي من الأفكار والمعتقدات إن لم تنبع منك وأن لا شيء يستحق أن تكرهي نفسك لأجله.
سأعلمك الكتير و الكتير…

لكن ختاما يا قطعة من سكر  سأنصحك بالحفاظ على بياض السريرة، ونقاء الروح وعلى الانسان فيك مهما وجهت من عسر وعترات.
وتذكري  أن وظيفة القدمين المشي أما هوايتهما فهي الرقص   ووظيفة القلب ضخ الدم وهوايته عزف النبض أما وظيفة  فهي أن أحميك وهواية أن أحبك.

مريم الإدريسي حسني / مدونة و طالبة بالمدرسة العليا للأساتذة

التعليقات مغلقة.