الجزائر تعرقل مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا

اش واقع / شيماء مختاري

بعد أن قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب ألمحت الجزائر إلى إمكانية وقف إمدادات الغاز إلى المملكة في أكتوبر و هو الشهر الذي سينتهي العقد الذي بين المغرب و الجزائر .


تتحرك هذه الأخيرة مجدداً لعرقلة مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا فقد رفعت سقف التنسيق مع نيجيريا إلى الزيارة الميدانية عقب لقاء وفد عن أبوجا مع وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية ولم تفوت الجزائر هذه الزيارة فقد استغلتها لصالحها بل و بأنانية مفرطة وتدارست مع الوفد تسريع العمل على الخط العابر للصحراء بين نيجيريا والجزائر المتجه صوب أوروبا في وقت يراهن فيه المغرب بقوة على العمل مع نيجيريا للعمل على أنبوب الغاز “المغربي النيجري”.


و كان قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب هو السبب الاساسي في رفع حدة التنافس بين البلدين خصوصا في القضايا التي تشكل نقطة التقاء مصالح وعلى رأسها الغاز و ما زاد الطين بلة نجاح المفاوضات السرية التي أشرف عليها الملك محمد السادس مع الوزير الأول الإسباني بيدرو سانتيش في حل النزاع الذي انفجر بينهما منذ شهور ويجهل مضمون الاتفاق السري بين الزعيمين الذي بموجبه ستعود سفيرة المغرب الى مدريد بالتالي يكون المغرب قد نجح في تهدئة الجبهة الإسبانية وبقيت العلاقات مع المانيا معلقة وقد تسير نحو الهدوء تدريجيا فهو يقوم بتبني استراتيجية تقوم على الهدوء والتجاهل في علاقاته المتفجرة مع الجزائر، وخاصة بعدما وجه المجلس الأعلى للأمن الجزائري الأربعاء الماضي اتهامات واضحة الى المغرب بالتآمر على الجزائر.


وتجاهل المغرب الاتهامات الجزائرية ولم يرد عليها ببيان رسمي وفي المقابل قام ببادرة حسن نية قد تطفئ من النار المشتعلة بين البلدين فقد أعلنت موظفة سامية في وزارة الطاقة المغربية رغبة الرباط في تجديد الاتفاقية التي بموجبها يمر الغاز الجزائري عبر أنبوب “المغرب العربي أوروبا” من المغرب نحو شبه الجزيرة الإيبيرية وبدأ تشغيله سنة 1996 وسينتهي نهاية أكتوبر المقبل.

إلا أن الجزائر قابلتها بالرفض و الاتهامات بل الاكثر من هاذا عرقلة الأنبوب المغربي النيجيري.


هذا يترجم سعي القيادة الجزائرية في استمرارها الممنهج لمعاكسة مصالح المغرب والتشويش على المشاريع الإفريقية ذات التوجه التنموي انطلاقا من قناعتها الضيقة المبنية على عداء المملكة.


وأشار الجامعي المغربي هشام معتضد وهو أستاذ العلاقات الدولية إلى أن “عرقلة الأنبوب المغربي النيجيري إلى أن “القيادة الجزائرية باتت تشكل خطرا كبيرا على الشعب الجزائري والتنمية الإفريقية، من خلال تبنيها سياسات ذات توجه عدائي تقف أمام تطلعات الشعوب المغاربية والإفريقية”.


وكان محمد عرقاب، وزير الطاقة الجزائري، قد أكد أن جميع إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري نحو إسبانيا ومنها نحو أوروبا ستتم عبر أنبوب “ميدغاز” العابر للبحر الأبيض المتوسط.


ورغم العداء بين البلدين ورغم إعلان الجزائر إعادة النظر في العلاقات مع المغرب، فستميل بدون شك الى تجديد الاتفاقية وبالخصوص في ظل استمرار اسبانيا التشبث بالأنبوب الذي يمر من مضيق جبل طارق.

التعليقات مغلقة.