لغزيوي الحداثي و غلام “الفنان” !

 

كتب صديقي المختار الغزيوي مهاجما الفنان المغربي الممنوع رشيد غلام ، لم تكن هذه خرجته الأولى ، فقد سبق وفعلها مع الحاقد وآخرين ، وفكرت أن أحادثك وهاهي الفرصة مواتية خاصة أنني أحب صوتا اسمه غلام ولطالما أطربني وحملني إلى ذاك المعنى الأسمى الذي تتطلع له كل روح تبحث عن “الحب” ، أخاطبك بشكل هادئ هادف على خلاف من يعتبرك أداة في يد السلطة أو الدوائر الرسمية ، لأني أفترض أنك صاحب شخصية لا دمية تنقاد وتوجه لتصريف أجندة، أحاورك من هنا لأجعله نقاشا عموميا  حول الإعلام وحول رشيد غلام المحاصر رسميا ، غلام الموضوع كما بزيز أو الحاقد،  وليس الذات لأنني بصدد الانتصار لمبدأ الحرية والغناء في الفضاء العام، “غلام” بما هو مشروع ورسالة فنية محترمة راقية وخامة صوتية ناذرة طربية، وأتساءل معك سيدي، حول دور الصحفي المهني والموضوعي وكاتب الرأي خاصة أنني أتعامل مع مدير جريدة ورئيس تحرير وصاحب تجربة لا يستهان بها مهما اختلفت وجهات النظر وتموقعات “المال” و”الجهة” كما هو حال المجال بالمغرب.

وأطرح السؤال ،هل الاختلاف السياسي أو الموسيقي الذوقي مع فنان ممنوع في بلده تكون ذريعة للاستخفاف والهمز واللمز والخروج عن المألوف وكيل التهم وإصدار تقييم معين والاستعانة بمصطلحات من قبيل  “القصاير” و”الصبايا”؟ هل من حق صحفي “محترم” ،  يتبنى حداثة تؤطره تقييم عمل فنان مغربي وهو لا يملك الأدوات الفنية والموسيقية الكافية لمتخصص، فقط لأنه يكتب عمودا على جريدة ورقية أو لأنه مولوع كما قلت؟

أسئلة كثيرة تدور بخلدي تكون مفتاحا لحوار جدي ومسؤول وسلمي على صفحات المنابر التي ربما قد تفتح بابها لقلم مبتدئ لازال يبحث عن موطئ قدم في مجال موبوء تعرفه أكثر مني.

عندما يتحدث غلام عن المنع فهو ليس فقط ممنوعا من الإذاعة والتلفزة الرسمية التي يمتلك كامل الحق للحضور فيها، وفق المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، حتى لو سلمنا بأنه يطرب فئة ضيقة من الشعب “الجماعة” فحقوق الأقليات محفوظ في الإعلام العمومي وأنت سيد العارفين. بل إن منعه يتعدى الفضاء السمعي البصري ليطال الفضاءات العامة وإن كنت لا تدري فقد أخرجت قوات الأمن بجميع تلاوينها بالقوة أناسا حجوا لحضور سهرة لرشيد غلام بعد أن استوفى جميع شروط حجز قاعة السهرة… الأمر إذن يتعدى ما قلت ليطال المنع من الفضاء العمومي وهي جريمة حقوقية كما تعلم. ولقد انتزعت ابتسامتي وأنت تستعرض في مقالك حضور غلام الوازن في المشرق والمغرب في وقت عجزت عن إثبات حقه في حضور مماثل على أرض الوطن. 

غلام،  بغض النظر عن انتماءه السياسي وآرائه التي هو حر فيها ، حسب متخصصين “أي أصحاب الخبرة” قامة فنية موسيقية عالية جدا ومدرسة فنية متكاملة الأوصاف ، ليس بشهادتي بل بكبار الفنانين منهم ناصر شامة ، نعمان الحلو ، صباح فخري ، بوشناق ، وديع الصافي الكبير قبل رحيله ، وآخرين كل باسمه ورسمه ، لامجال للاستفاضة ، وهذا مبثوث وموجود كما أشرت أنت في يوتوب وليس في مكان آخر، وعلى شريط خاص بثته قناة الجزيرة مؤخرا ولك أن تعود له ، وهذا طبيعي لأن الرجل محاصر مكتوم الأنفاس كصديقه بزيز ، فلا وجود ولا أثر في قنواتنا الرسمية أو الفضائية “البهلوانية” على كثرتها إلا من استثناءات قليلة جدا أو مهرجانات عربية بتونس الثورة أو مصر يناير، وبعدها لا تعلو إلا لغة التعليمات من خارجيتنا المحترمة ، وأذكرك صديقي الحبيب أن غلام كان أول من اقتحم “كفنان ملتزم مغربي ” دار الأوبرا” المصرية ، وحين نقول الالتزام فأعني به المبدأ والرسالة الإنسانين المشتركين بين البشر ، لا خلفية دينية أو عقدية .

رشيد غلام الإنسان والفنان ممنوع في بلده 15 سنة ، وتضيف أنت عليه ظلما آخر ، لا أعتقد أن هذا من أخلاق الصحافة ولا من رسالة الإعلام في شيء وقد أخطئ إن أقنعتني بالعكس !

غلام الذي مثل بلده أحسن تمثيل وشهد بذلك القاصي والداني ، بل تغنى بين يدي زميله في “المغنى” نعمان ببلده المغرب ، حين قال : “بلادي يا زين البلدان وأطرب وشنف وأبدع نقلتها قناة الجزيرة باحترافية في برنامج خاص ، وإن كانت انتقاداته للسياسة الرسمية التي تمنع فهي حرقة مظلوم مكلوم مفجوع ممنوع في بلده لا تعلو قسوتها على ما يتعرض له .

بقلم :  حفيظ زرزان

التعليقات مغلقة.