مع الغزوي حتى إشعار آخر

زينب الغزوي، الصحفية المغربية في “شارلي إيبدو”، ابنة هذا الوطن ابتداء وانتهاء.. فهل ضاقت بكم الأرض بما رحبت لتقتلوها؟

هي جرئية أكثر منا في الصدع بما تراه حقا، و(وقحة) زيادة.. تقول القول ولا تمضي، بل تجعل أصبعها في الجرح ولا تبالي.

هل تؤلمنا؟ نعم هي تؤلمنا، خاصة إن كنا متدينين… تقول القول ولا تمضي لحال سبيلها، بل تكرره حتى “تستفزنا” فنجد أنفسنا مجبرين على تأمله والرد عليه بكل انفعال ويقين فيما نعتقد، وغالب الظن نرفض قولها حتى قبل أن نفكر فيما تريده تبليغه، لكنها لم تتجاوز القول إلى الفعل (باستثناء خروجها ذات رمضان قائض لتشرب الماء على رؤؤس الأشهاد في سلوك “مراهق”).

هي لم تُعنّف ولم تحمل مسدسا لتقتل.. هي تحاول، مع سبق إصرار وترصد، أن “تقتل” فينا الركون إلى “الحقيقة” في إطلاقيتها.. هي تقتل فينا اليقين بعض المرات.. لكنها لم تحمل سكينا ولم تقطع رأسا. هي، فقط، سببت صداع الرأس لكثيرين منا، وسلاحها قلم وكلام.. كلام فقط.

هل شاركت في “الأذية” التي سببتها “شارلي إيبدو” لـ”المؤمنين”. نعم هي شريكة في الإساءة إلى الرسول (ص)، ولا تنفي عنها ذلك، بل وتدافع، وهذا حقها الأصيل الذي لا يماري فيه إلا “مخبول”، لكنها أقل بكثير، بكثير جدا جدا جدا، من أذية القتلة سافكي الدماء من “الدواعش”.

من أهدروا دمها في “الافتراضي” يمكن أن يفعلوا ذلك في الواقع، وهم أخطر علينا من كل قول حر لا يعجبنا، وقد يكون “شاذا”، لكنه مع ذلك يترك لنا حق الاختيار، أما من “تدعشش” فلا خيار لنا معه إلا أن نصير على شاكلته همجيين دمويين أو “نذبح”. أنا الآن في صف الغزوي ( حتى إشعار آخر)، وإن كنت لا أرى ما ترى، لكن مادام من يرهبها شخصا دمويا فهو عندي مقيت مذموم، ومادام الأمر خرج عن الرأي والرأي الآخر إلى ساحة الدماء فأنا معها.. معها إلى النهاية.. نهاية هذا الكابوس الذي صرنا نستيقظ وننام على حماقاته. ويوم تكون زينب قادرة على التنقل بحرية وهي تأمن على نفسها سأجادلها وأكشف كم كانت “قاسية” على دين هو “دين الرحمة”، وكم استفزت من متدين يرى أن ما يعتقده هو الصواب.

التعليقات مغلقة.