نشطاء مغاربة يطلقون حملة طريفة في إطار إبعاد “العين” عن المنتخب الوطني (+صور)

آش واقع تيفي/ بشرى العمراني

حملة طريفة تلك التي يقودها الجمهور المغربي، على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ إنطلاق تظاهرة أمم إفريقيا”الكان” 2021، تهدف (حسب ما يعتقده شانو الحملة) إلى إبعاد الحسد عن المنتخب، (العين أو التقويصة) كما نقول بالعامية.

ويحاول النشطاء من خلال هذه الحملة الطريفة، تشجيع الفريق الخصم للمنتخب الوطني، عوض تشجيع المنتخب، وفي هذا الصدد لجأت بعض الصفحات المغربية الرياضية، أو الإجتماعية أو الفنية، إلى كتابة تعليقات وتدوينات بقالب كوميدي هزلي، مفادها أن الفريق المغربي ضعيف جدا، إذ قبل انطلاق أي مباراة مقررة من “الكان” بين أي منتخب مشارك، تنطلق حملة المغاربة على موقع “فيسبوك” أو أي من مواقع التواصل الاجتماعي، تبخس قدرات الفريق عنوة، وتدعي ضعفه أمام الفريق المواجه، وذلك حسب “خطتهم الممنهجة” بغية حصول العكس، وانتقل بذلك “التكتيك” من قلب الملعب إلى الفضاء الأزرق، كما عرفت هذه الحملة انخراط عدد كبير من المؤثرين والاعلاميين والفنانين، ومشهورين في شتى المجالات، متبنين  بشكل ساخر الفكرة، التي تثير موجة من التفاعل، والضحك والسخرية من طرف الجمهور المتلقي، كما يدعو الجميع إلى تأجيل الفرحة والتغني بالمنتخب إلى آخر مرحلة، فربما يحصل هذا، لأن ذاكرة المغاربة حبلى بالاخفاقات الرياضية، التي كانت تسبقها ملاحم وأناشيد وهتافات كروية، تشجع وتتغنى بأسود الأطلس وبإنجازات أولى المباريات، ليصطدم الجميع بعدها بالإقصاء، ويحمل الفريق أمتعته للعودة إلى الوطن، وتحل خيبة الأمل مكان كل تلك الأفراح.

وقد خلقت هذه الحملة جوا من الفكاهة والضحك لدى أصحابها والمتلقي، وساعدت على التزود بشحنات إيجابية، ولعل هذا يحل بديلا عن “خطاب الكراهية” والعنف الإلكتروني الذي بتنا نعيشه على مواقع التواصل الاجتماعي، فالأصل في المستديرة، اللعب والتباري وامتاع المتفرج وخلق الفرحة، ثم الفوز لمن يستحق، بروح الرياضة والتنافس الشريف، وليس العكس، فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بخطاب الكراهية، وتسييس كل شيء، وإدخال السياسة بكرة القدم، وخلط الحابل بالنابل، وهي في الأساس مجرد لعبة ابتكرها الصينيون القدامى لخلق الفرجة والتباري، وطورها “الإنگليز” لنفس الهدف.

ولعل ما يزيد الحملة طرافة، هو وصول صداها إلى جماهير آخرى غير المغاربة، كالشعب المصري الشقيق، الذي تنتظره اليوم مباراة حاسمة مع المغرب، فرغم تحفظ المغاربة، واختلاف اللهجة التي يشتكي المشارقة دوما من صعوبتها، وعدم القدرة على فهمها، وصلت أصداء فكرة هذه الحملة للأشقاء المصريين، وهناك بعض من تجاوب معها بنفس القالب السخري، فمعروف عن الشعب المصري، أنهم أهل نكتة، وذوو روح مرحة، والطابع غالب كما يقال.

التعليقات مغلقة.