حوار مع الدكتور محمد غالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش.. “الأزمة المغربية التونسية”

سلوك الرئيس قيس أحدث ضررا كبيرا بعلاقات المودة الدبلوماسية التي ربطت بين الدولتين

آش واقع تيفي

حاورته : بشرى العمراني

كثرت ردود الأفعال حول أزمة تونس والمغرب، التي أشعل شرارتها إقدام رئيس تونس قيس سعيد على استقبال زعيم الجمهورية الوهمية، أو ما يطلق عليه بجبهة “البوليساريو”،على هامش “ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا” (تيكاد) في خطوة غير مسبوقة، وصفت بالمستفزة والمتهورة، من جانب قيس سعيد.

في هذا الصدد توجهنا إلى الدكتور محمد غالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، وكان لنا معه الحوار التالي:

ماهو تعليقكم على الأزمة المشتعلة بين تونس والمغرب وتداعياتها؟

بخصوص هاته الأزمة التي خلقها الرئيس التونسي بين تونس والمغرب، هي أزمة دبلوماسية مع المملكة المغربية، وللإشارة هذا المستوى من الأزمات غير مسبوق، على اعتبار أن الرئيس التونسي بهذا السلوك غير المسبوق، هو وضع العلاقات المغربية التونسية في حرج كبير، لأن دولة تونس غير معترفة بشيء اسمه “الجمهورية العربية الصحراوية”، وبالتالي طريقة استقبال غالي، زعيم الحركة الانفصالية، أثارت بطبيعة الحال موجة غضب، على ٱعتبار أن تلك الطريقة خالفت كل الأعراف الدبلوماسية المريحة والمكرسة بين المملكة ودولة تونس، مما جعل الأخيرة في وضع لم يعد يجعلها محايدة، فيما يتعلق بهذا الصراع، بخصوص الوحدة الترابية للمملكة، طالما ٱدعت تونس بأنها محايدة، وبأنها تحاول أن تلعب دور الوساطة في إطار “الاتحاد المغاربي”، وبالتالي سلوك الرئيس قيس أحدث ضررا كبيرا بعلاقات المودة الدبلوماسية التي ربطت بين الدولتين، وعندما نقول الدولتين، فنقصد بذلك رئاسة الدولة، البرلمان، والشعب بطبيعة الحال، على أي نتمنى أن لا تتمادى الرئاسة الحالية في سلوكياتها، خصوصا وأن هذا السلوك يأتي أسبوعا بعد الخطاب الملكي، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، والتي تعتبر فيها بأن المحدد بالنسبة للمملكة المغربية في علاقاتها مع الدول الأخرى هو الموقف الصريح والواضح من قضية الوحدة الترابية للمملكة، بمعنى، من هو مع الوحدة الترابية للمملكة، فهذا يعني بأن علاقات التعاون والشراكة معه ستأخد مجراها وطريقها، ومن كان غامضا أو اختار مقاربة أخرى غير المقاربة التي طرحتها المملكة المغربية، فهذا يعني أنه لايمكن له أن يكون صديقا وشريكا، ويمكن أن تفتح مجالات التعاون، لذلك فهذا القرار الرئاسي والسلوك الرئاسي، ألحق ضررا كبيرا بالعلاقات المغربية التونسية في المدى القريب والمتوسط، والبعيد، إذا لم يعمل العقلاء على طي هاته الصفحة، بمبادرة يمكن أن تساعد على إرجاع الثقة مابين المملكة المغربية دولة تونس.

لا شك أنكم عاينتم الوضع وتداعيات التوثر الحاصل، برأيكم مامدى تأثير هذه الأزمة على كل ما يربط بين البلدين، على جميع المستويات، إن على المستوى السياسي أوالاقتصادي أوالاجتماعي أو السياحي أو الرياضي؟

أكيد بأن هاته الأزمة أثرت بشكل كبير على مجال الثقة بين الدولتين، بشكل سلبي من دون شك فكل قطاعات التعاون تتأثر، التجارية والاقتصادية وغيرها، خاصة وأن بعض رجال الساسة في تونس، اعتبروا بأن الجزائر ليست منافسة لهم، بل يستفيدون من الجزائر، بينما المغرب هو منافس شرس لهم في القطاعات الحيوية، في الصناعات الفوسفاطية، منافس لهم في السياحة، منافس لهم في جلب الاستثمار، أعتقد بأن أكيد هذه الأزمة، ستغير قواعد لعب مهمة وأساسية بين الدولتين، دون أن ننسى بأن الميزان التجاري يميل لصالح تونس، لإعتبارات متعددة، الهدف منها دائما وهو الحفاظ على أواصر التعاون والشراكة مع تونس باعتبار تونس عضو في الاتحاد المغاربي، نتقاسم معه اللغة والدين والجغرافيا والانتماء الإفريقي، والإنتماء المتوسطي، ولكن على أي وقع ماوقع، أعتقد بأن هاته كبوة، ولكن كبوة يجب تقييمها وتقوييم كل الإعوجاجات التي نتجت عنها، خاصة وأن لا يمكن أن تتعاون مع من يضرب دوامي واستمراريتي، دوام واستمرار الدولة المغربية هو في وحدتها الترابية.

بالنسبة لردود الأفعال حول الأزمة بين البلدين، من الطرف التونسي، كيف تقيمونها؟ 

أنا أقول بأن رد الفعل التونسي، خاصة من خلال البلاغ الذي أجاب عن بلاغ وزارة الخارجية المغربية، فبلاغ وزارة الخارجية التونسي كان أعنف مما يتصور، بدل أن يبحث عن جوانب القلق في البلاغ المغربي ويحاول أن يهدئها ويعالجها ويجيب عنها ويتفهمها، لأن هذا قلق عبرت عنه المملكة المغربية، من خلال بلاغ وزارة الخارجية، ولكن للأسف، الجانب التونسي تمادى، وبرر السلوك الذي أصلا انتقدته الخارجية المغربية، وبرر بأن غالي، ليست هذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها ويشارك في منتديات، وبدأ يقارن مع جنوب إفريقيا، ومع دول أخرى، نحن نقول بأن مايربطنا مع تونس أقوى وأكبر وبالتالي لا يمكن أن تقارن نفسك بجنوب أفريقيا أو دولة أخرى لا يربطني بها ما يربطني بك، وبالتالي هذه هي الزلة الكبرى التي وقع فيها بلاغ الخارجية التونسي الذي بدل أن يجنح الى التهدئة، جنح الى التصعيد.

التعليقات مغلقة.