مقدّمة مايسة سلامة الناجي

اش واقع – أسامة بوكرين 

 

سيكون من الصعب أن يختزِل المرء مشروعاً سياسيا “لازال في مرحلته الجنينية” في عضوِ بجسد إنسانة تبنّت هذا المشروع وقاتَلت من أجل إخراجه للنور عبر سنوات كثيرة، وسيكون أيضاً من الأصعَب أن يصادِر المرء حقّ الناس في الاستغراب من طريقة تقديم “المغاربة الجدد” للمغاربة بذلِك الشكل الغير مسبوق في تاريخ الإعلان عن أنوِية الأحزاب السياسية.

تعلَم مايسة سلامة الناجي عِلمَ اليقين أن جزءً كبيراً من قرائها ومتتبّعي فيديوهاتها “الحارِقة والمارِقة” يأتون من بابِ التغزّل في جمالِها المغربي الغير مألوف، وهذا واضِح جداً من خلال نصف التعليقات على منشوراتها الدائمة والتي تحمِل دائما تغزلاً في شكلِها “الداخِلي والخارجي” وبالمؤكد أن السيدة تستغِل الأمر أيّما استغلال، فكَم من محمد ومنير وجمَال يقصِفون ويكتبون ويتحدثون أفضل من مايسة لكنه لا يمتلِكون أشياءً خاصة تمتلِكها ليحصدوا آلاف اللايكات مثلها.

والقول أن مايسة سلامة الناجي أنثى وتتعرّض من كونِها أنثى لتمييز كبير ومحاصرة “مُقدماتية ومؤخراتية” في مشروعها السياسي قولٌ فاسِد، أو بالأحرى قولٌ غارق في الإيديولوجيّة المراهِقة التي لازالت تسعى لإثبات ذاتها، وهذا واضح جداً.. فيكفَ يتِم الإعلان عن إسم مشروع سياسي بخلفية امرأة مثيرة تظهر وحدها وتسير وحدها وتتحدث وحدها ؟

والقارئ الجيد للصورة يرى بشكل لا يقبَل نقاش أن أكثر من نصف الفيديو كان يدور حول خِصر مايسة، والنصف الأخر حول حذائها الراقي وفستانها الجميل، أما كلمة “المغاربة الجدد” فلَم تظهر إلا أخيراً.. ويمكن القول هنا أن مايسة راهَنت على “مقدمتها” في هذا الفيديو التسويقي بل وكانت تقصِد افتعال الضجة التي تلَت الفيديو وربما كانت لتحزنَ حزناً شديداً لَمو أن المغاربة لَم يناقِشوا مقدّمتها ومؤخرة مشروعها السياسي.

في عِلم تحليل الصورة لابد من قراءة النوايا، ونيّة مايسة سلامة الناجي هي أن تروّج بشكل جيّد لمشروعها السياسي، وخيرِ وسيلة للترويج للمشاريع السياسية هي ترويجها على طريقة “اللحسة الصحراوية” وهو ما يدور في “الرغبات الدفينة” لعدد من الأحزاب السياسية الذين سيكونون في مواجهة مباشرة مع مايسة ومقدّمتها من أجل التسويق لبرامجهم السياسية في القادم من الأيام، ومن هنا أنصحهم بقصد مؤثرات السوشيل ميديا الجديدات وإلا سيجدون أنفسهم أمام مغاربة لا يعرِفون سوى مايسة.

وفي الختام، لا ضَيرَ في قول الحقيقة والتشديد على أننا جميعاً أضحينا نرغب في أن نكون مغاربة جدد من خلال مقدمة مايسة دون أن نعرِف أي شيءٍ عن حزبها ولا أوراقه المذهبية والفكرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.