تارودانت … موسم الولي الصالح سيدي علي بن عبد الله بإداوزكري يوم الخميس 25 غشت الجاري قرب جماعة ايماون

يعد موسم الولي الصالح سيدي علي بن عبد الله بإداوزكري موسما دينيا وتجاريا مهما يقام قرب مقر الجماعة القروية لايماون بتسركا أواخر شهر غشت من كل سنة ميلادية مند قرون خلت … وكان يحج إليه الناس من كل صوب وحدب من القبائل المجاورة يأتون للزيارة والتسوق يصلون هناك أرحامهم ويؤدون طقوسا دينية فيذبحون قرب الضريح ويطعمون المساكين والزائرين من تلك الذبائح ويدعون جماعة بالرحمة والغفران للأحياء والأموات من دويهم وأقاربهم والمسلمين أجمعين ..ويقيمون ولائم هناك بالمناسبة … بل كان الموسم يعرف قديما في القرون الغابرة وأوائل القرن الماضي باستعراض فني وتاريخي شيق وممتع لفرقة متخصصة من الفرسان لعرض حصص من الفروسية ( التبوريضة) على شرف الزائرين المتسوقين .. و أمام غرفة تاريخية بداخلها شيوخ واعيان القبيلة وولاة الأمر تسمى مند دلك الزمن ب ” احشوش ” وبقي دلك الاسم حيا ورمزا لتاريخ المنطقة إلى يومنا هذا…

كان أبناء القبيلة يستجيبون لنداء الأعيان والشيوخ بالمساهمة في جلب الماء من الدواوير المجاورة بوسائلهم الخاصة إلى المطفية الخاصة بالموسم في عين المكان فيملئونها ماء اد يقضي كل ممثل أسرة من اسر القبيلة يوما كاملا في جلب الماء لتوفير الماء الصالح للشرب للزوار والتجار في أرضية الموسم قصد استعماله خلال أيام التسوق للشرب والطهي وتوريد الماشية المعدة للبيع والشراء والركوب .

كانت في مقر الموسم مدرسة قرآنية عتيقة تدرس فيها علوم القران والدين وكان الناس يقصدونها من كل فج عميق طلبا للفتاوى الشرعية وحل المشاكل العائلية والشخصية روحيا وعقائديا من طرف شيوخ المدرسة والمقيمين على شؤونها أما أيام الموسم فإنها أيام أكل وشرب وذكر ودعاء جماعي وعبادة بالنسبة للطلبة والمتصوفين والدرقاويين والمقيمين بالمدرسة ….

المتسوقون والزائرون من أبناء القبيلة وغيرهم يأتون إلى الموسم يحملون ثمار اللوز والزيتون والخروب والخضر ومحاصيل أخرى فلاحيه وبهائم وأشياء أخرى يبيعونها ليشتروا بثمنها أو ببعضه ما يحتاجون إليه من مواد غذائية أولية كالقطاني : الفول المجفف الغير المقشر والعدس والدرة والبر والأسماك المجففة وأواني فخارية وأدوات فلاحيه وحصائر وافرشه تقليدية وملابس صوفية محلية ومجوهرات وأدوات الزينة للنساء….

 

التعليقات مغلقة.