مواطنونا اولى من الغريب…

ذ. حفيظة الوريد

المغرب مغربان….
مغرب المدن الساحلية والداخلية حيث الحضارة وكل ما يحتاجه المواطنون كل حسب إستطاعته.
مغرب العمارات بمصاعد والمتاجر والفيلات والسياسيين الغارقين في البذخ من أموال الريع، مغرب السيارات الفارهة والطبقية في مستوى العيش وفي النظرة والتعامل.
مغرب الحد الادنى للاجور لحاملي الشهادات ومن دونهم، كلهم سواسية في القهر والطحن.

مغرب آخر لايراه احد كانه تازمامارت، مغرب غريب مريب تكاد لا تعرفه، إنه المغرب المنسي والعميق حيث يعيش مغاربة بالانتماء فقط، هم منسيون ومنبوذون يعيشون الفقر المدقع وسط الجبال وفي قرى نائية كأنها عالم غير عالمنا.
عندما نغط نحن في سباتنا العميق يشدون هم الرحال إلى حيث يتوفر الماء قاطعين آلاف الأمتار.
هم لا يفكرون مثلنا في غلاء فواتير الماء والكهرباء والخضر والمواد الغذائية لأنها حلم بالنسبة لهم يستعصي عليهم التفكير فيه.

يفكرون فقط في الماء والخشب الذي يقيهم قساوة البرد.
هم مغاربة مقصيون ومهمشون ومنعزلون في أقاصي الجبال والكهوف.
كل هذا الإقصاء في بلدنا ومغرب التحكم يفكر في توطين المهاجرين الافارقة وتشغليهم وإمكانية توفير السكن لهم وتجنيسهم.
مواطنونا المهمشون في المغرب الآخر اولى كي لا تبقى دار لقمان على حالها، يجب التفكير في رفع العزلة عنهم وإدماجهم لانهم اولى من الغريب.
كيف نستعذب طحن وإقصاء مواطنينا ونحتضن الغريب؟ منتهى الجور والظلم والمحاباة الإفريقية غير المجانية طبعا.

من هذا المنبر، أندد بما تقوم به اللجنة الوطنية المكلفة بتسوية وضعية المهاجرين في المغرب التي أعلنت فتح مكاتب الاجانب وتلقي طلبات تسوية وضعيتهم غير القانونية، طبقا للتعليمات الملكية المتعلقة بإدماج المهاجرين السريين.

يتحتم علينا ان نحمي مواطنينا المهمشين باموالنا نحن دافعي الضرائب لأن إخواننا احق بها من الغريب.
تعودنا أن نحمي الغريب ليذيع صيتنا خارجا ونحن لا نمسح دمعة طفل مغربي وإخوانه الملتفين حول أمهم العاجزة عن سد رمقهم وتدفئتهم بحضنها لافتقارها لخشب التدفئة.
تعودنا ان نماري وننافق ونرى الجهل يتفشى في بلدنا و377 الف مغربي لم يلجوا المدارس هاته السنة حسب إحصائيات اليونيسكو.
تعودنا ان نلعق أحذية الغريب ونضع يدنا في يده وهو يحيل شوارع حلب إلى برك دماء، كل ذلك لغاية في رأس يعقوب، وختمناها مسكا بالافارقة ومواطنونا يتألمون تحت خط الفقر فلا يجدون عونا من مؤسسات دولة بل من محسنين كرماء.

جنسوا الافارقة، فالوطن الذي يوثرهم علينا لا يستحق أن نحمل هويته.

capture

التعليقات مغلقة.