المراهقة اكذوبة العصر

أش واقع -عبد الاله رشقي .

ان في عصرنا الحالي و في عصور خلت ليست بالبعيدة شاعت مصطلحات تداولها الصغير و الكبير الخبير ودونه من الناس، لكن الغريب في الامر هو حين تصبح مصطلحات عرفية قانونا سائدا بين الناس يتحججون به كلما ارادوا تبرير أمر ما، أو اتخاد هذا الامر حجة لصالحنا  لا علينا، و بالتطرق لهذه العبارات سنجد مصطلح المراهقة التي كلما اردنا ان نغطي على اخطاء شبابنا و حتى اسقاطهم من أعين انفسهم فنطلق العنان لمجموعة من الالفاظ و العبارات و التي سنجد ان جلها اذ لم اقل كلها مقترنة بمصطلح المراهقة، من قبيل ” خليه(ا) راه من جيلوا” و “راه مزال مراهق(ة)” و “راه هذه فترة المراهقة”، و بالتالي نعلمهم التحجج بأشياء في الاصل هي وهمية، او بالأحرى هي سنة من سنن الحياة التي ترافقنا يوميا و لا ترتبط بسن معين أو مرحلة معينة بل تصاحبنا في كل دقيقة في حياتنا.و بالرجوع الى ما يعرف بالمراهقة أو ما يصطلح عليه بالمراهقة سأطرح بعض التعاريف من زوايا مختلفة، الاول لغوي و ثاني من الشائع في المجتمع و الثالث لخبراء علم النفس التالية:

–         التعريف اللغوي: المراهقة هي كلمة مشتقة من فعل راهق و هو بدوره يعني الاقتراب، اي راهق الى الشيء اي اقترب من الشيء.

–         التعريف الشائع: هي مرحلة البلوغ لدى الشاب و أو الشابة.

–         التعريف بنسبة لعلماء النفس:  المراهقة هي المرحلة التي ينتقل الفرد فيها من مرحلة (أ) إلى مرحلة (باء)، حيث يحدث خلال هذا الانتقال مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية، ويمكن أن ترفق هذه التغيرات بتغيّرات جسمانية ونفسية وعقلية واجتماعية،

و بتحليل التعريف الاخير سنجد على العموم أن مرحلة المراهق التي يجسده لنا مروجوها و واضعوا ذاك التعريف اذا ما صحت فرضياتهم، فلا يجب ان نحصر المراهقة في وقت معين أو مرحلة معينة من حياة الانسان بل  ستكون المراهقة بالعشرات المرات في الحياة اذ لم ابالغ و أقل المئات أو الالاف، لان كل تغيير يقع فيه الانسان ذكر أو انثى اذا ما طبقنا عليه هذا التعريف سيعد مرحلة المراهقة، و لي في هذا أمثلة عديدة لإثبات وجهة نظري الخاصة، اما المثال الذي سأستند اليه فهو مقترن بالعامل النفسي، و الذي يعتبر اهم عامل يعتمده علماء النفس، فمثلا لدى النساء، التأثير الذي تصاب به الفتاة مع أول بروز لأجهزتها التناسلية، أو أول مرة تحصل لها العادة الشهرية، وكدى ليلة الدخلة، اضافة الى تحمل المسؤوليات كربة بيت و زوجة لأول مرة ، العلم بالحمل، بروز بطن المرأة اثناء الحمل، فترة الانجاب ، مرحلة تربية الابناء… ضمن هذه الامثل على الاقل سنجد تغيرات عدة و حسب التعريف فكل تغير هو يعتبر فترة “المراهقة” اي انه و حسب التعريف الخاص بعلماء طب النفس اذا ما اسقطناه على المراحل التي تمر منها المرأة فيجب ان نقول انها تمر في كل لحظة من فترة المراهقة و التساؤل المطروح اي مصداقية لهذا التعريف.

ان من العيب أن نزرع في جذور ثقافاتنا مصطلحات ليس لها علاقة بنا، و خصوصا اذا ما أصبحنا نستعمل جذورهم من أجل احباط شبابنا و شباتنا، و نخلق لهم الالاف من الاعــذار لجعلهم فاشلين، غارقين في الملذات التي لا مكان لها بيننا سواء ثقافيا أو فكريا و تاريخيا أو حتى دينيا، أما بخصوص من يجعلون فترة الشباب لعيش الحياة السعيدة و الاستمتاع، لابد من ضرب الامثال لهم بمن سبقوهم و أستحضر شابا دو 17 ربيعا اسمه “محمد ابن القاسم الثقفي” أو باسم اخر اسمه “محمد ابن مراد الاول” او باسم اخر وهو الشابة الامريكية  “مريسا ماير” و اللائحة طويلة لا تحصى لمن هم دون العشرين سنة و حققوا الكثير من الانجازات سواء شخصية أو لمجتمعاتهم و حتى للعالم اجمع.

ان فكرة المراهقة لا وجود له في الاصل، بل فقط هو فكر تجسد و تجذر في عقولنا و ورثته الاجيال جيلا بعد جيل دون البحث عن حدود صحته، اننا اليوم مطالبون بوضع قطيعة نحن الشباب مع الفكر الذي نقبله دون تحليل، نقبله فقط لانهم قالوا لنا، نقبله فقط لان اباءنا هم أيضا فعلوه، اننا اليوم مطالبون بالقيام بثورة ليس لقلب نظام ما، أو حكم ما ، أو حاكم بعينه، أو باطل ما ، فقبل كل هذا لابد لنا بثورة داخلية في انفسنا و في ذواتنا لتغيرها، “كن انت التغيير الذي تناشده في المجتمع، قال عز وجل “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” صدق الله العظيم.

هذه المقالة هي وجهة نظري الخاصة و التي ناقشتها مع عديد الاشخاص منهم المتخصصين و منهم الشباب و الحمد لله اقنعتهم و لو قليلا لكن لنغير ما نحن عليه للأفضل.

توقف عن التفكير، وابدأ في التغيير
ان عملية التغيير هي سنة كونية مرتبطة بالوجود بصفة عامة لا بشيء محدد، وبدون تغيير لا توجد حياة. والتغير هو المستقبل وليس الحاضر فقط، بل نتجاوز هذا ونقول بل هو الماضي أيضا. والتغيير هو تلك العملية التي تحدث رجة قوية في مستقبلنا وتقتحمه وتتفاعل جزئيا مع حاضرنا، فلا مستقبل بلا تغيير، ومن أجل الاستمرار في الحاضر يجب التغيير، أو اننا سنكون ضحايا للتغيير ما لم نتغير.
قبل الإبحار في ثنايا هذه المقالة التي من خلالها سنضع اطلالة بسيطة حول كسر حاجز الخوف من التغيير من أجل حياة أفضل لان جل مشاكلنا تتجلى في ثلاث أمور مرتبطة ببعضها ولا يمكننا فصلها وهي كثرة التفكير فيما ال اليه الماضي وماذا سنفعل في المستقبل في حين نتناسى أو ننسى الحاضر، وبالعودة الى حيثيات التغيير فلا يمكن احداث تغيير مالم يكن هناك رغبة جامحة وتوفير العناصر اللازمة من طرف الفرد عينه لإحداث هذا التغيير، لقوله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11])، وبالتالي لا يغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير، ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، و أيضا نجد مقولة “لا يأتينا التغيير من تلقاء نفسه وانما من خلال الصراع المستمر”  للقائد مارتن لوثر كينج، وهو القائد لحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، و المقولات كثيرة التي تدل على ان التغيير يبدأ من الفرد فرغم اختلاف المرجعيات و الأيديولوجيات و البيئات و حتى الظرفية الز مكانية ، فهناك اجماع على ان التغيير يبدأ من داخل فرد.
ان التغيير ضرورة حتمية للعاقلين، وخصوصا نحن الامة العربية عامة والإسلامية خاصة لأننا نعد أمة غير منتجة وذلك راجع الى عدم قدرتنا على تغيير واقعنا الى الأفضل، إضافة الى عدم جعل ذواتنا قادرة على التأقلم مع متغيرات الحياة والظروف التي تصيبنا خصوصا السيء منها، وهذا راجع الى عديد الأمور التي من بينها النشأ والتربية والمدرسة والمجتمع الى اخر… ان من واجب الانسان أن يدخل في الجو المناسب له كي يكون اكثر إنتاجية و اذ لم يستطع فيجب ان يجعل الجو ملائما له، و في حالة عدم القدر فيجب اجبار الذات على التأقلم مع الجو المتاح في تلك اللحظة و تلك الثانية، لأنك اذا استمريت على نفس النهج للوصول  للهدف، معتمدا نفس الطريقة ستحصد دوما نفس النتيجة .
ان معظم التجارب التي أجريت في مختلف المختبرات ولدى اهل التخصص تؤكد ان للاعتياد على نمط وتغيير جديدين في حياة الفرد يجب ان يواظب على نفس الامر مدة لا تقل عن 21 يوم وهناك تجارب متاحة للدراسة سواء الخاصة بوكالة الفضاء ناسا او غيرها. للتغيير أسس يجب ان يوفرها المرء للنفس ومن بينها:
• ان يحدد الشخص مكان تواجده الان “اعتماد البوصلة “، ويحدد قدراته وامكانياته لكي يحدث تغييرا مقدورا عليه.
• تحديد المراد من هذا التغيير ” لا تجعل التغيير من أجل التغيير”.
• أخلق لنفسك حوافز ودوافع لهذا التغيير.
اما في ختام هذا المقال الذي أتمنى ان ينال اعجابكم سأذكركم بمقولة تعجبني كثيرا وأستدل بها دوما انت كما انت الا بكتاب قرأته فغير افكارك، أو بشخص التقيته فغير طريقة تفكيرك، لان الكتاب يمنحنا الأفكار والمعلومات التي هي من الممكن انها كانت بحوزتنا فقط لنركزها أكثر أو هي جديدة تنضاف الى رصيدنا، في حين ان الأشخاص من الممكن ان يصبحوا قدوة لنا أو فقط ينبهننا الى سلوكياتنا لنصححها او نغيرها جملة وتفصيلا.

التعليقات مغلقة.