ان في عصرنا الحالي و في عصور خلت ليست بالبعيدة شاعت مصطلحات تداولها الصغير و الكبير الخبير ودونه من الناس، لكن الغريب في الامر هو حين تصبح مصطلحات عرفية قانونا سائدا بين الناس يتحججون به كلما ارادوا تبرير أمر ما، أو اتخاد هذا الامر حجة لصالحنا لا علينا، و بالتطرق لهذه العبارات سنجد مصطلح المراهقة التي كلما اردنا ان نغطي على اخطاء شبابنا و حتى اسقاطهم من أعين انفسهم فنطلق العنان لمجموعة من الالفاظ و العبارات و التي سنجد ان جلها اذ لم اقل كلها مقترنة بمصطلح المراهقة، من قبيل ” خليه(ا) راه من جيلوا” و “راه مزال مراهق(ة)” و “راه هذه فترة المراهقة”، و بالتالي نعلمهم التحجج بأشياء في الاصل هي وهمية، او بالأحرى هي سنة من سنن الحياة التي ترافقنا يوميا و لا ترتبط بسن معين أو مرحلة معينة بل تصاحبنا في كل دقيقة في حياتنا.و بالرجوع الى ما يعرف بالمراهقة أو ما يصطلح عليه بالمراهقة سأطرح بعض التعاريف من زوايا مختلفة، الاول لغوي و ثاني من الشائع في المجتمع و الثالث لخبراء علم النفس التالية:
– التعريف اللغوي: المراهقة هي كلمة مشتقة من فعل راهق و هو بدوره يعني الاقتراب، اي راهق الى الشيء اي اقترب من الشيء.
– التعريف الشائع: هي مرحلة البلوغ لدى الشاب و أو الشابة.
– التعريف بنسبة لعلماء النفس: المراهقة هي المرحلة التي ينتقل الفرد فيها من مرحلة (أ) إلى مرحلة (باء)، حيث يحدث خلال هذا الانتقال مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية، ويمكن أن ترفق هذه التغيرات بتغيّرات جسمانية ونفسية وعقلية واجتماعية،
و بتحليل التعريف الاخير سنجد على العموم أن مرحلة المراهق التي يجسده لنا مروجوها و واضعوا ذاك التعريف اذا ما صحت فرضياتهم، فلا يجب ان نحصر المراهقة في وقت معين أو مرحلة معينة من حياة الانسان بل ستكون المراهقة بالعشرات المرات في الحياة اذ لم ابالغ و أقل المئات أو الالاف، لان كل تغيير يقع فيه الانسان ذكر أو انثى اذا ما طبقنا عليه هذا التعريف سيعد مرحلة المراهقة، و لي في هذا أمثلة عديدة لإثبات وجهة نظري الخاصة، اما المثال الذي سأستند اليه فهو مقترن بالعامل النفسي، و الذي يعتبر اهم عامل يعتمده علماء النفس، فمثلا لدى النساء، التأثير الذي تصاب به الفتاة مع أول بروز لأجهزتها التناسلية، أو أول مرة تحصل لها العادة الشهرية، وكدى ليلة الدخلة، اضافة الى تحمل المسؤوليات كربة بيت و زوجة لأول مرة ، العلم بالحمل، بروز بطن المرأة اثناء الحمل، فترة الانجاب ، مرحلة تربية الابناء… ضمن هذه الامثل على الاقل سنجد تغيرات عدة و حسب التعريف فكل تغير هو يعتبر فترة “المراهقة” اي انه و حسب التعريف الخاص بعلماء طب النفس اذا ما اسقطناه على المراحل التي تمر منها المرأة فيجب ان نقول انها تمر في كل لحظة من فترة المراهقة و التساؤل المطروح اي مصداقية لهذا التعريف.
ان من العيب أن نزرع في جذور ثقافاتنا مصطلحات ليس لها علاقة بنا، و خصوصا اذا ما أصبحنا نستعمل جذورهم من أجل احباط شبابنا و شباتنا، و نخلق لهم الالاف من الاعــذار لجعلهم فاشلين، غارقين في الملذات التي لا مكان لها بيننا سواء ثقافيا أو فكريا و تاريخيا أو حتى دينيا، أما بخصوص من يجعلون فترة الشباب لعيش الحياة السعيدة و الاستمتاع، لابد من ضرب الامثال لهم بمن سبقوهم و أستحضر شابا دو 17 ربيعا اسمه “محمد ابن القاسم الثقفي” أو باسم اخر اسمه “محمد ابن مراد الاول” او باسم اخر وهو الشابة الامريكية “مريسا ماير” و اللائحة طويلة لا تحصى لمن هم دون العشرين سنة و حققوا الكثير من الانجازات سواء شخصية أو لمجتمعاتهم و حتى للعالم اجمع.
ان فكرة المراهقة لا وجود له في الاصل، بل فقط هو فكر تجسد و تجذر في عقولنا و ورثته الاجيال جيلا بعد جيل دون البحث عن حدود صحته، اننا اليوم مطالبون بوضع قطيعة نحن الشباب مع الفكر الذي نقبله دون تحليل، نقبله فقط لانهم قالوا لنا، نقبله فقط لان اباءنا هم أيضا فعلوه، اننا اليوم مطالبون بالقيام بثورة ليس لقلب نظام ما، أو حكم ما ، أو حاكم بعينه، أو باطل ما ، فقبل كل هذا لابد لنا بثورة داخلية في انفسنا و في ذواتنا لتغيرها، “كن انت التغيير الذي تناشده في المجتمع، قال عز وجل “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” صدق الله العظيم.
هذه المقالة هي وجهة نظري الخاصة و التي ناقشتها مع عديد الاشخاص منهم المتخصصين و منهم الشباب و الحمد لله اقنعتهم و لو قليلا لكن لنغير ما نحن عليه للأفضل.
التعليقات مغلقة.