كلمة السيد محمد يتيم  وزير الشغل والإدماج المهني حول موضوع “المهارات الحياتية رافعة لتعزيز قابلية تشغيل الشباب”

 

 

بمناسبة انعقاد الدورة الثانية لندوة التشغيل والتكوين المستمر

حول موضوع

 “المهارات الحياتية رافعة لتعزيز قابلية تشغيل الشباب”

 

طنجة 19مايو 2017

 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول اللهوعلى آله وصحبه

 حضرات السيدات والسادة،

يطيب لي، في مستهل كلمتي أن أتوجه بالشكر الى السادةالمسؤولين عن “الجمعية المغربية للمستثمرين بالمنطقة الحرة بطنجة” و”منطقة ميد طنجة” لتفضلهم بتوجيه الدعوة لنا للمشاركة في الدورة الثانية لندوة التشغيل والتكوين المستمر حول موضوع “المهارات الحياتية رافعة لتعزيز قابلية تشغيل الشباب”.

 

وأود بهذه المناسبة التنويه باختيار هذا الموضوع الذي اصبح يشكل هاجسا في مجال تطوير الكفاءات وتوجيهها نحو انتاجية اكبر واندماج مهني فعال يحقق طموح الباحثين عن شغل من جهة والمشغلين من جهة اخرى.

 

حضرات السيدات والسادة،

 

كما لا يخفى عليكم، ترتبط إشكالية البطالة على العموم بعدة عوامل أهمها ضعف محتوى النمو الاقتصادي من التشغيل وارتفاع وتيرة النمو الديمغرافي، بالإضافة إلى عدم ملائمة التكوين مع حاجيات سوق الشغل التي تعتبر إحدى عوامل ارتفاع بطالة الشباب حاملي الشهادات. الا أنها قد ترتبط في بعض الاحيان بعوامل ذاتية وباطنية في شخص الانسان.

 

ومن أجل امتصاص الشباب المتوافد على سوق الشغل وتفعيلا لمضمون برنامج العمل الذي التزمت الحكومة بتنفيذه في مجال إنعاش التشغيل، ينصب الاهتمام، إلى جانب  الإجراءات والآليات التي تهدف إلى تعزيز النشاط الاقتصادي وتشجيع الاستثمار وتحسين المحيط العام للنسيج الإنتاجي، على الرفع من أداء المبادرات الإرادية لإنعاش التشغيل.

 

وبفضل هذه السياسة الاقتصادية والارادية، تمكن الاقتصاد الوطني من تحقيق تحول نوعي على مستوى هيكلته، ساهم بشكل كبير في خلق فرص شغل اضافية لشبابنا، فالاستراتيجيات القطاعية والتموقع على مستوى سلاسل القيمة العالمية، اضافة الى السياسة الارادية لبلادنا في مجال الاوراش الكبرى للبنية التحتية، كلها عناوين لهذا التحول النوعي.

 

ومواصلة للجهود التي تبذلها الحكومة،سينصب العمل، وكما جاء بنص البرنامج الحكومي، على تطوير وتجويد القطاع الصناعي وإنعاش الاستثمارات وعلى النهوض بالتشغيل والإدماج المهني من خلال تبني سياسة عمومية تقوم على أساس النهوض بالتشغيل وبعلاقات الشغل وتطوير شروط العمل اللائق من جهة، ومراجعة وتجويد التحفيزات القطاعية والمجالية وربطها بإحداث فرص الشغل من جهة أخرى، مع مواصلة تطوير وملاءمة تشريع الشغل والنهوض بالعمل اللائق وإرساء علاقات مهنية مستقرة.

 

حضرات السيدات والسادة،

لقد أصبحت تشكل المهارات الحياتية اليوم مفتاحا لنجاح الشباب في ولوج عالم المقاولة والاستفادة من مناصب الشغل التي يخلقها الاقتصاد الوطني،الا أنه عادة ما تكون المهارات التقنية والشخصية المطلوبة في القطاعات النامية في الاقتصاد الحديث غير مشمولة في أنظمة التعليم التقليدية، ويجد المشغلون عدم توافق في المهارات بين الكفاءات التي يحتاجها الشباب لنجاحهم في مكان العمل .

 

وقد ثبت أن برامج التدريب على المهارات الحياتية التي تستهدف الشباب في البلدان النامية تحقق مجموعة من الاهداف تتمثل أساسا في تحقيق الشباب لعائدات مستقبلية أفضل والحصول على وظائف أفضل من الناحية النوعية والشكلية، والتي تقاس بالعقود الرسمية والتأمين المدفوع من قبل المّشغل.  كما أظهرت كثير من البحوث التي اجريت حديثا انه عندما يتاح للشباب خدمات توجيهية تشتمل على دعم غير أكاديمي من ناحية المهارات الاجتماعية المعرفية تتحسن نتائج تعلمهم بالإضافة إلى زيادة نسبة التخرج. كما أن برامج المهارات الحياتية تعزز من قدرات الشباب في مجالات عدة يعتبرها المشغلون على درجة من الأهمية عند تعيين موظفين جدد.ناهيكم على أن برامج المهارات الحياتية تمكن الشباب من التخطيط الواضح لحياتهم كما تزودهم بالمهارات اللازمةلاتخاذ خطوات تجاه تحقيق أهدافهم.

 

حضرات السيدات والسادة،

 

لقد عملت الحكومة على اعتماد برنامجلـ “استكمال تكوين حاملي شهادة الإجازة”. ومن بين الأهداف التي يسعى إليها هذا البرنامج تمكين هؤلاء الشباب من تطوير كفاءتهم الذاتية التواصلية، وذلك بالتركيز على امتلاك اللغات ومهارات التواصل والمعلوميات والثقافة المقاولاتية وإكسابهم كفاءات مهنية وخبرات ميدانية إضافية تمكنهم من حظوظ أوفر للاندماج في سوق الشغل، وكذا مد الجسور بين مختلف الأطراف الفاعلة في مجال التكوين والتشغيل من أجل التنسيق في تنفيذ هذا البرنامج الوطني المشترك.

 

كما عملت وزارة الشغل والادماج المهنيعلى تطوير برنامج “تأهيل” المتعلق بتنمية قدرات الباحثين عن شغل وتحسين قابلية تشغيلهم من خلال تحسين الملائمة بين التكوين وحاجيات سوق الشغل بصفة عامة والمقاولات على الخصوص عبر آليتين للتكوين (التكوين التأهيلي او التكوين التعاقدي من اجل التشغيل)،بالإضافة الى التكوين الذي يستهدف دعم القطاعات الواعدة. وتتضمن هذه التكوينات محاور تهتم بتنمية المهارات الحياتية للمقبلين على الشغل والتي تشكل ارضية اولية لجميع التكوينات اخرى.

 

ويجدر التذكير بهذه المناسبة بالعمل الكبير الذي تقوم به الوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات حيث يتلقى الباحثون عن شغل مجموعة من المهارات المتعلقة بطرق البحث عن شغل تسهل عملية ادماجهم المهني وتخلق صلة وصل مع محيط المشغلين والتعرف اكثر على احتياجاتهم من المهارات وسبل تطويرها من خلال تنظيم ورشات تروم تطوير وابراز الكفاءات الاجتماعية والشخصية “soft skills” والتقنية التي ينبغي أن يتوفروا عليها بمعزل عن الكفاءات المكتسبة خلال المسار الاكاديمي “المهارات التقنية” والمعترف بها عبر الشهادات.

 

حضرات السيدات والسادة،

 

في ختام كلمتي، أجدد شكري لمسؤولي “الجمعية المغربية للمستثمرين بالمنطقة الحرة بطنجة” و”منطقة ميد طنجة” على مجهوداتهم الكبيرة في النهوض بالعنصر البشري وكذا المساهمة في تعزيز وتسريع تنافسية الاقتصاد بالمنطقة، مما سينعكس ايجابا على انعاش التشغيل وخلق جو الثقة بين الشباب الباحث عن شغل واصحاب العمل. وأتمنى لكم التوفيق والسداد، راجيا من الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه خير هذا البلد تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره.

 

التعليقات مغلقة.