اخرجوا العصفورة من القفص، فهي لم تختر الغناء لتموت…..

اخرجوا العصفورة من القفص، فهي لم تختر الغناء لتموت…..

عندما انتفض الريف ضد الحكرة والتهميش، ثارت حفيظة سكانه وحركهم حماس حبهم لمنطقتهم ولقائدهم التاريخي بامتياز عبد الكريم الخطابي…
تارث ثائرتهم فاحتجوا لمدة سبعة اشهر غير مفرقين بين النساء والرجال، اعتقلوا تباعا وعذبوا، اكتوت عائلاتهم بنار الاعتقال والبعاد، آزرهم في ذلك حقوقيون ومثقفون وفيسبوكيون يتضامنون كل من حائطه وصفحته…
هناك من تجند لمهاجمتهم والتحريض على استمرار اعتقالهم ومباركة الحكم عليهم بأشد العقوبات….

ثار المفروض انه ابن الشعب ومعه، مامون الدريبي الذي بدا في شريط فيديو وهو يحرض على قتل الزفزافي ويتوعده….
لم يحرك مسؤول واحد ساكنا لتأذيبه ومتابعته بل حوكم شباب الفضاء الازرق الذين باركوا قتل السفير الروسي…
العقاب حكر إذن على البسطاء…

الشحروة سيليا انتفضت مع إخوتها وتغنت بمنطقتها ودفعها حماسها الزائد لتثور وتصيح “عاش جلالة الشعب”.
كتب اغلب المثقفين والحقوقيين بقلق كبير عن اعتقال هذا الكروان، وطالبوا على وجه الاستعجال إطلاق سراح الفنانة و المناضلة الديمقراطية المعتقلة التي دخلت في إضراب عن الطعام والشرب منذ صبيحة يوم 15 يوليوز.
الكل يعاني خارج اسوار السجن من حرارة الجو حيث توجد مسابح وفضاءات للاستجمام، والكل يعي أن التوقف عن شرب الماء لأكثر من 24 ساعة في طقس حار قد يشكل خطرا على حياتها.
كلنا نعلم أن سيليا بريئة من التهم التي وجهت لها وبأنها معتقلة بسبب التعبير عن رأيها، والتعبير عن الرأي حق يكفله الدستور.
جريمة سيليا الوحيدة هي أنها قالت في لحظة حماس نضالي أمام المتظاهرين: “جلالة الشعب”.
فكيف ترمى شابة بالسجن تهيم في بلدها حبا وتغني بكل روعة للحرية لهو أمر مثير للسخرية والانتقاص من قدر الشخص…

قضية كهاته تهم حقوق الإنسان لم تحرك شيئا من النبل في أعماق اي مسؤول حقوقي ولا قلبا كبيرا ينفطر لمعاناة الاخر.
فحتى لو كانت قلوب رحيمة تعمل في ظل نظام قاسي ولا يرحم أحيانا، فبشيء من الرحمة يستطيعون تحريك ملف سيليا وطلب السراح لها.
كيف يقلبعون في منازلهم تحت المكيفات وشابة وطنية تموت؟
والله إن القلب ينزف دما واللسان يبوح بمآسي بوحا بطعم النار وإنا على مصير سيليا الرقيقة المرهفة الإحساس لمحزونون.

بعد ان خارت قواها ووهنت صحتها واضربت عن الاكل والشرب في هذا الصيف الملتهب، لم يعد يحدونا أمل أن يقوم المسؤولون بشيء لإيقاف هاته المأساة التي تجري أمام أعين كل المغاربة.

لا مكان لكروان كسيليا داخل القضبان، لقد خلقت للغناء للحرية ولم تخلق لتموت بين القضبان…

التعليقات مغلقة.