من كذبة أبريل إلى وهم فاتح ماي

يخلد الشغيلة بكل بقاع الدنيا يوم الثلاثاء عيدهم العالمي و الذي يصادف اليوم الأول من شهر ماي من كل سنة، لكن في المغرب حكاية أخرى فالعامل الأجير الذي أريد له الاحتفال بعيد لا يملك منه إلا اقتطاع من الأجر لعدم العمل فيه و في أجرة لا تتجاوز 1600.00 ألف و ستمائة درهم شهرية لا تكفيه حتى سداد ديون الكراء الذي سبق و حدد له وزير الإسكان السابق حد أدنى في 1300.00 ألف و ثلاثمائة درهم ليتبقى له منها ثلاثمائة. لا تسمن الوكالة الكهرمائية و لا التعليمية و حتى التنقل فما بالك بتأسيس أسرة. إن الوهم في فاتح ماي هو خروج النقابات في احتفالات باذخة تتعاير بينها كما تتعاير نساء الحمام أو كما تتقابل المسنات في رأس عند الخضار.
و لعل اللافت للإنتباه هو عويل هذه النقابات من عدم لاستجابة لمطالبها من طرف الحكومة و نباحها بأن فاتح ماي مناسبة لتنوير الشغيلة المسحوقة بنضالات الكراكيز النقابية و دفاعهم على الشغيلة و الحقيقة عكس الوهم المشترى في ذاك اليوم اللعين الذي حل على شغيلة لا يحق لها التمتع بأبسط حقوقها و هو العيش بكرامة.
و إن تحدثنا عن الأجر فلا يفوتنا ذكر ساعات العمل المقابلة لذلك الأجر الهزيل الذي لا يوجد حتى في الصومال و مدغشقر، فكيف للعامل أن ينساق وراء وهم اسمه عيد العمال النقابية و حتى هذا الحق مرفوض له بالقطاع الخاص في ظل خوصصة همت كل القطاعات و بقيت لها الحكومة و البرلمان و ربما في القريب نكون على هذا شاهدين.
و لا كان الحديث طويلا فاهتصرناه أو قزمناه فهذا يرجع بالأساس لحالة الوهم التي يعيشها المغاربة في يوم ليس من حقهم الفرح فيه.

التعليقات مغلقة.