تزنيت…قصة السيدة التي اختطف إبنيها وحرموا من الدراسة

ٱش واقع – أكادير

يامنة سيدة ولدت بإحدى قرى إقليم تزنيت بجماعة ايت إسفن سنة 1984، كانت تحلم بزواج صالح وبناء أسرة سعيدة كغيرها من الفتيات، لكنها لم تكن تعلم أن زواجها سنة 2005 سيقلب حياتها من حياة بسيطة و عادية الى حياة بئيسة و مليئة بالمشاكل.
مرت حفلة العرس سعيدة ببساطتها و وجدت السيدة يامنة نفسها تقطن مع زوجها في بيت أهله ( والدا الزوج، إخوان وأخوات الزوج) بتراست قرب مسجد تگانت بمدينة إنزگان، لم يكن ذلك بالنسبة لها مشكلة إذا تبادل الجميع الإحترام و التفاهم، فهؤلاء بالنسبة لها عائلتها الثانية، مرت الأيام الأولى جميلة و سعيده كما هي البدايات دائما، لكن سرعان ما تتغير الأمور لتجد نفسها كخادمة يستغلها جميع من في المنزل لقضاء أغراضه من طبخ و غسل الملابس و تنظيف الى غير ذلك من أعمال المنزل،《خاصة والدة الزوج و بنتها اللتان يستغلان إنشغال الزوج خارج المنزل فيعنفاني العنف اللفظي و النفسي و يحاولان منعي و عزلي عن أولادي الثلاثة طوال الوقت، ولمدة 11 سنة لم يسمحوا لي بزيارة أهلي ولو مرة واحدة، كما حالوا دون زيارة أهلي لي، وحتى عند وفاة والدي سنة 2008 لم يسمح لي بتعزية والدتي وأخواتي 》 تقول السيدة يامنة.
لم تكن يامنة تريد أن تشغل زوحها إدريس كثيرا بما يقع داخل المنزل فالتزمت الصمت في غالب الأحيان، وغلب عليها طابع الحياء الذي استمدته من أصولها، واستمرت الأوضاع على ما هي عليه الى منتصف عام 2015 حين توفي زوجها إدريس ودجي مهندس دولة الذي كان يشتغل ببلدية إنزكان بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، حينها إنضاف الإستغلال المادي الى الإستغلال المنزلي بعد أن وجدت يامنة نفسها مطالبة بإنفاق كل مالها ما يقارب 200000 درهم الذي ورثته من زوجها على حاجيات أفراد العائلة الذين يتجاوز عددهم ثمانية أشخاص، كما يأخذون من مالها لإصلاح منزل الورثة.
وفي سنة 2016 أودع صندوق الوطني للتقاعد مبلغ أزيد من 320000 درهم في حساب يامنة كمستحقات متأخرة عن المعاش لسنة و ثلاثة أشهر، فاستغل إخوان الزوج عدم معرفة يامنة القراءة و الكتابة و جهلها بالقوانين فأخبروها أن للورثة ( أم الزوج و أبناء الزوج الثلاثة) نصيب من المبلغ المذكور، فطلبو منها تحت الضغط أن تحول مبلغ 280000 درهم للأم و التي بدورها ستحول نصيب الأبناء الثلاثة الى حسابهم، الامر الذي استجابت له يامنة لتكتشف بعد ذلك أن المبلغ المذكور ليس فيه حق للورثة و أن الحق المزعوم لأبنائها الثلاثة لم يحول الى حسابهم بل استفادت منه أم الزوج لوحدها.
وفي أواخر نفس السنة 2016 عادت يامنة رفقة إبنتها الصغيرة من زيارة أمها و عائلتها بمسقط رأسها ( بعد إلحاحها وموافقة أم الزوج المتوفى ) عادت الى بيت زوجها لتتفاجأ أن عائلة الزوج لم تعد ترغب بوجودها فأغلقو في وجهها باب المنزل و حرموها من حضانة أولادها الذين فصلوهم عن الدراسة لسنة2017-2018، الشيء الذي أدى بالسيدة يامنة بأن ترفع دعوة قضائية بمحكمة إنزكان شهر يوليوز سنة 2017 تحت رقم 1213/3104/2019، ضد كل من السيدة يامنة أيت بالحاج (أم الزوج)، و على خذيجة ودجي (أخت الزوج)، وكذا الحبيب ودجي أستاذ بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية و السياحية أكادير كأخ للزوج، رفعت عليهم دعوة بتهمة عدم تسليم محضون لمن له الحق والتغرير به، لكن بطئ المساطر القانونية و الإدارية حالت دون تسليمها لأولادها لحد الأن، وقلب الأم المفطور على أبنائها أوهن من أن يتحمل توالي الأيام وفلذات كبدها غائبة عن عينيها.
أهل زوجها يحاولون أن يوهموا أقاربهم ومعارفهم وجيرانهم بأن الأم تخلت عن ابنائها، لكن زعمهم هذا مفند إذ لا توجد أم تتخلى عن أبنائها مهما كانت الظروف، وإذا تخلت عنهم فلماذا تتقدم بالشكاية في المحكمة ضدهم؟
وما ذنب الأبناء ليفصلوهم عن الدراسة ؟ أين حقوق الطفل ؟ أين حقوق الإنسان ؟ أين حقوق المرأة ؟!!.

أمام هذا الوضع يبقى إلياس وحنان ودجي بدون دراسة مختفيان عن الأنظار فهل ستدخل الجهات المعنية على الخط، علما أن عائلة يامنة تستعد لتنظيم أشكال احتجاجية….

التعليقات مغلقة.