الشرطة الفرنسية تستهدف شابا مغربيًا إثر مروره قُرب مشاغبين

ياسر دويبة

المواجهات التي تجمع الشرطة الفرنسية بالمتظاهرين والمحتجين، وأحيانًا المشاغبين، لا تخلو من ضحايا بين الجانبين في بعض الأوقات، سواء لرغبة السلطات في إيقاف الاحتجاج حتى ولو استخدمت العنف، أو لقيام بعض مواجهي القوات العمومية بأعمال شغب، لكن ليلة 13 يوليوز الماضي شهدت سيناريو آخر عندما وجد مغربي نفسه ضحية رصاصة أطلقها فرد من الشرطة قبل أن يجري اعتقاله لمجرّد تصادف تواجده في المكان الخطأ، حسب ما تؤكده أسرته.

طارق مالكي، البالغ من العمر 26 سنة والذي كان يشتغل سائقًا يقدم خدماته لزبائن تطبيق Uber، صلّى فريضة العشاء في تلك الليلة، وكعادته، ككل ليلة رمضانية، توّجه رفقة صديقين له إلى مقهاه المفضل في المقاطعة الباريسية رقم 91.. وفي الرصيف المواجه اكتشف تواجد مجموعة من المراهقين ترمي رجال الشرطة بالحجارة والمفرقعات لأسباب مجهولة، ليسرع الخطى هو وصديقيه بعيدًا عن هذا المشهد العنيف، غير أنه وجد نفسه متورطًا دون قصد فيما يقع.

تحكي أسرة مالكي أن طارق، بمجرّد ما اقترب من باب المقهى، أصيب على مستوى الرأس بطلقة من مسدس Flash-Ball، الذي تستخدمه قوى الشرطة لتفريق المتظاهرين ويمكنه أن يتسبب في إصابات خطيرة. بقي الشاب المغربي لفترة على الأرض ورأسه ينزف، قبل أن يتم استدعاء أسرته ونقله على وجه السرعة نحو أقرب مستشفى، ليكتشف الأطباء أن جرحه يستطيل على 10 سنتيمترات ويحتاج رتقه 24 غرزة. التحق أحد أفراد الشرطة بالأسرة في المستشفى، مؤكدا لها إمكانية وضعها لشكاية تطالب بالتحقيق في هذا الحادث.

ويضيف أنس مالكي، شقيق طارق، في تصريحات لهسبريس، أن القصة لم تنتهِ عند الإصابة بجرح، فعندما وصلت الأسرة إلى مركز الشرطة، في الساعات الأولى من صباح 14 يوليوز لوضع الشكاية، طلب منهم أحد الضباط الانتظار لبعض الدقائق حتى يتم استجواب طارق حول أسباب إصابته، بيدَ أن الاستجواب طال، لتكتشف الأسرة أن الشرطة ألقت القبض على ابنها وأخضعته للحراسة النظرية بسبب الاشتباه في إمكانية انتمائه إلى مجموعة المراهقين التي هاجمت الأمنيّين.

بقي طارق في مركز الشرطة رفقة شقيقه الذي أصرّ على تتبّع حالته، إلى أن اتصل طبيب من المستشفى الذي نُقل إليه سابقًا يطلب عودته على وجه السرعة بعدما تبيّن، من خلال نتائج الفحص بالماسح الضوئي، أن جرحه العميق يستدعي المزيد من الرعاية.. ولذلك نُقل الشاب المغربي مرّة ثانية إلى المستشفى الذي قضى به يومين إلى حين خروجه في 16 يوليوز، وهو اليوم نفسه الذي أعلنت فيه الشرطة إطلاق سراحه بعدما تبيّن لها أنه لم يكن وسط المعتدين على عناصرها.

وبسبب هذا الحادث، لم يستطع طارق مالكي العودة إلى عمله، ذلك أن تطبيق UBER بفرنسا يطالب السائقين بصور شخصية لأجل تأكيد القيام بعملية النقل، والشاب يتخوّف من أن يرفض الزبناء التنقل معه بشبهة سبق التعرّض لحادث، إذ قد يوحي الجرح البارز على مستوى جبهته بعدم احترامه لشروط السلامة أثناء القيادة، كما أن إلقاء القبض عليه تسبّب في إحباطه نفسانيًا، فـ”عوض أن تعتذر له عناصر الشرطة، وجهت له تهمة المشاركة في هجوم لا يد له فيه” يقول شقيقه.

ويتابع أنس بقوله: “لقد أخبرنا المحامي أن الشرطة اشتبهت في إصابة طارق بحجر أطلقه أحد المراهقين المشاغبين، وفيما بعد تبيّن لها أن الإصابة أتت من أسلحتها، وذلك بالنظر إلى موقع سقوطه ونوعية الجرح”، مضيفًا أن الأسرة، المنحدرة من مدينة بركان، لن تتنازل عن متابعة رجال الشرطة والمطالبة بجبر الضرر الذي تعرّض له ابنها.

التعليقات مغلقة.