سعيدة شرف.. سيدة جَبرِ الخواطر

كوكتيل / أسامة بوكرين

 

أشعَلَت مسرح محمد الخامِس بنغماتِها الحسّانية وصوتِها المغربي الأصيل، لكنِّها أطفأت ناراً حارِقة في غرف تبديل الملابِس خلفَ الخشبة.

هكذَا كانت سعيدة شرف، سيّدة الحُسن، نسمَة دافئة حوّلت احتقاناً تسبّب فيه أحد الكوميديين الشباب إلى جلسَة نالَ فيها الجميع نصيبه ممّا يريد ورحَل مبتسماً.

مناسبَة موعِد “الكوكتيل” هو الاعتراف بالأدَب، واللياقة، والجمال، والإبداع، وعريسَة الكلِمة هي الصحافية السابقة، المغنية الحاليّة، سعيدة شرف، التي استطاعَت أن تهدّئ ليلة الوفاء بمسرح محمد الخامِس كأن شيئاً لم يقَع.

المكان : مسرح محمد الخامس، الرباط.

الزمان : العاشرة مساءً.

المناسبة : احتفالٌ كبير لشبيبة أعرَفِ حزبٍ مغربي.

وما الذي يَقَع ؟ يختارَ كوميدي مرَقّْع يُضحِك بـ”تعواج الفُم” أن يخلق ضجّة وجدالاً مع الصحافيين، أرفُض أن أعطي تصريحاً ! أرفُض أن أخُذَ صورَة ! إلى أن احتقَن الوضع، وجاءَت منقِذة الليلة.

تدخّلت سعيدة شرَف، أعّدت مكاناً لنفسِها في “Loge” أعطَت تصريحات لجميع المنابِر، أعطتَ تصريحات خاصّة لعدد من المنابِر، ابتسمت للجميع، جبَرت بخاطِر الجميع. تركَت جواً هادئاً ونسيماً مفعماً بالإيجابية، وغادَرت الغرفة فرِحَةً.

أحياناً لا يكون على المرء إلّا أن يجبر خاطراً كي يصبِح أقرَب إلى القلوب، وهذا ما لَم يستطِع صاحِبنا فِعله، لكن سعيدة أدركَت قيمته وكسَبت به قلوب أصحاب عشراتِ المنابر.

التعليقات مغلقة.