أطراف الصراع السياسي في المغرب 1

khanfoudi

 

لقد بدأت في كتابة سلسلة من المقالات حول ما يجري الآن على الساحة السياسية وهدفي الأول والأخير تسليط الضوء على ان الصراع الديمقراطي لم يتغير واطرافه هي نفسها مع اختلاف قليل في تقمص الشخصيات وصولا الى السلسلة ستحمل عنوان : اطراف الصراع السياسي في المغرب وبصراحة لا ادري كم من جزء ستتكون.

وبطبيعة الحال سيكون لما وقع لحزبنا – البديل الديمقراطي – النصيب المهم :

أطراف الصراع السياسي المغربي – 1 – هل سيتم رفع الراية البيضاء ام ان منطق اعطيني نعطيك هو الذي سيتغلب في الأخير:

في الدول الديمقراطية يدور رحى الصراع السياسي بين طرفين يشكلان القوى السياسية في البلاد غالبا ما يكون بين قطبي اليسار والوسط او اليمين. وهذا الصراع يكون اصحابه مكشوفي الوجوه وبدون قناع ويدور حول السياسات العامة للبلاد ويكون الاحتكام فيه لصناديق الاقتراع ويعرف الشعب من سيحاسب على اساس البرنامج التي تقدم به ابان الحملة الانتخابية. اكيد انه في هذه البلدان التقدمية في كثير من الأحيان لا اليمين يحصل على الأغلبية المطلقة ولا اليسار فيلجأ كل منهما الى تحالفات متجانسة ومشكلة من احزاب اخرى لها نفس التوجهات الايديولوجية يعتمد علىها كل طرف لتشكيل الحكومة بشكل مكشوف للمواطنين وهو شيء طبيعي في هذه البلدان المتقدمة .

لكن يختلف الأمر عندنا كثيرا في بلدنا فمنذ ان حصل المغرب على الاستقلال وبعد اسقاط حكومة عبد الله ابراهيم رحمه الله بدا الصراع على الحكم بين طرفين اساسين هما الحسن الثاني رحمه الله والمعارضة اليسارية المشكلة من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وفي ما بعد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حيت ظل قطب رحى المعارضة في المغرب لمدة طويلة، ,فكل الحكومات التي تشكلت بعد حكومة عبد الله ابراهيم كانت حكومات صاحب الجلالة تتشكل بتعيينات بعد انتخابات مزورة تلعب فيها الادارة دورها الأساسي وتكون محسومة ومعروفة نتائجها قبل يوم الاقتراع. كل ذالك محمي بدستور وضع على المقاص .

وكان الصراع مكشوفا بين طرفين هما القصر والاتحاد الاشتراكي وهي الفترة التي تميزت بالاحتقان السياسي داخل المغرب. نقط التلاقي بين التجربة المشار اليها اعلاه الخاصة بالدول المتقدمة والتجربة المغربية يتمثل في كون الصراع دائما بين طرفين اثنين سواء تعلق الأمر بالدول المتقدمة او في المغرب, اما نقط الاختلاف بين التجربتين : فبالنسبة للدولة المتقدمة فكل من الطبقتين المتصارعتين على الحكم يمثلان الشعب ويدافعان عليه كل من منظوره الأيديولوجي اما اشتراكي أو رأسمالي.

أما بالنسبة للتجربة المغربية فالصراع كان بين أقلية تريد الهيمنة على خيرات البلاد والتحكم في قوة و مصير الشعب وبين القوى الحية التي يقودها الاتحاد الاشتراكي المدافع عن المحرومين والذي يستمد قوته من التفاف الشعب حوله . ومن اجل اضفاء قوة اكبر لتضاله سيلعب الاتحاد ورقة اخرى في إطار استراتيجيته عندما عمل على تشكيلة الكتلة الديمقراطية التي جمعت 4 أحزاب هي الاتحاد , الاستقلال , المنظمة , التقدم والاشتراكية والاتحاد الوطني للقوات الشعبية وهي الخطوة التنسيقية التي مكنت المغرب من تحقيق انفراج السياسي، إطلاق الحريات، تدشين الحركية الإصلاحية الدستورية، إطلاق دينامية إصلاحية سياسية توجت بتنصيب حكومة التناوب التوافقي. و بالتالي تجنيب المغرب السكتة القلبية. ولم يعد هناك شك على أن قطار الإصلاح في المغرب قد انطلق.

 

عبد الكريم خنفودي

التعليقات مغلقة.