الإيسيسكو ومؤسسة الفضاء الأمريكية تخلقان الحدث في منتدى عالمي بالرباط

 

اش واقع تيفي/م.و.ع

انطلقت اليوم الإثنين بالرباط أشغال الدورة الأولى لمنتدى الإيسيسكو العالمي لعلوم الفضاء الذي تنظمه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بتعاون مع مؤسسة الفضاء الأمريكية ، وبمشاركة مسؤولين في منظمات ومؤسسات دولية متخصصة، ورواد فضاء، وخبراء وباحثون في علوم الفضاء، من أجل تبادل الخبرات والرؤى حول مستجدات علوم الفضاء والابتكارات والصناعات المرتبطة بها.

ويهدف هذا المنتدى، الذي ينظم إلى غاية ثالث نونبر الجاري تحت شعار “معا من أجل استكشاف مستقبل علوم الفضاء” إلى المساهمة في إذكاء وعي الجهات المعنية في القطاعات الصناعية بأهمية علوم الفضاء، وتسليط الضوء على الفرص التي تتيحها المعارف المتصلة بالأنشطة الفضائية وفوائدها، وإتاحة فرص تنمية القدرات في الدول الأعضاء، وتبادل المعارف للمساهمة في التغلب على التحديات من أجل زيادة الإنتاجية الوطنية وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، واستكشاف فرص العمل المتاحة للخريجين الشباب في مجال الصناعات الفضائية.

هذا واستعرض المدير العام للإيسيسكو  سالم محمد المالك، في كلمة إفتتاحية ، التقدم التكنولوجي الذي أحرزته البشرية في العقود القليلة الماضية والتي مكنت من تحقيق نمو سريع للإقتصاد العالمي والتنمية البشرية”، مضيفا أن تكنولوجيا الفضاء يمكن أن تضطلع بدور رئيسي في فهم كوكب الأرض من خلال وضع “قرارات عادلة ومنصفة تمكن من تحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية مستدامة في العديد من المجالات”.

وقال المالك إنه “بفضل تكنولوجيا الفضاء نرى ونستخدم نظام تحديد المواقع في احتياجاتنا اليومية، بالإضافة إلى امتيازات أخرى كإدارة المناخ والنظم الغدائية والطبيعية وإدارة الأزمات”.

ودعا المدير العام للإيسيسكو إلى استثمار المزيد من الموارد في علوم الفضاء وإذكاء الوعي على مستوى صناع القرار للتعاون على تحقيق أهداف مشتركة واستغلال قدرات الشباب والنساء على المشاركة في صناعة علوم الفضاء المتنامية باستمرار”، وأكد ، في المقابل، انخراط الإيسيسكو في تطوير الصناعات الفضائية كي تمتلك الدول الأعضاء في المنظمة مراكزها الخاصة، والسعي إلى نشر معارف جديدة وتقوية برامج التوعية، كما تركز المنظمة على اعتماد التقنيات الحديثة وتشجيع الكفاءات على جميع المستويات لتعزيز الاقتصاد التكنولوجي”.

من جانبه ، سجل وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار عبد اللطيف ميراوي أن هذا المنتدى يشكل مناسبة للمهتمين والباحثين في مجال الفضاء لتطوير برامجه في خدمة البحث العلمي”، مؤكدا أن علوم و تكنولوجيا الفضاء عرفت اهتماما كبيرا من طرف الدول خاصة الغنية منها لأنها تساهم في تحسين جودة الحياة وزيادة المحاصيل الزراعية وحماية البيئة”.

وفي نفس السياق، استحضر الوزير التجربة المغربية في مجال علوم الفضاء، قائلًا إن “المملكة المغربية تتوفر على خبرة علمية مهمة في مجال الفضاء وهناك العديد من الكوادر المغربية التي تساهم في إغناء وكالات فضاء دولية مشهورة على غرار وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)”، مسجلا أن المغرب أطلق القمر الاصطناعي محمد السادس (أ) سنة 2017 ومحمد السادس (ب) سنة 2018 وقبلهما قمر زرقاء اليمامة سنة 2001 لأن جلالة الملك محمد السادس يولي عناية كبيرة لعلوم الفضاء لما لها من تقنيات عالية في الرصد والمراقبة الحدودية ومحاربة التصحر كما أن المغرب عمل على تعزيز موقعه القاري من خلال احتضان مؤسسات فضائية وشركات متخصصة في المجال لتعزيز خبرة الباحثين المغاربة”.

وفي السياق ذاته ، أكد توماس زيليبور المدير العام لمؤسسة الفضاء الامريكية أن المنتدى سيمكن من استجلاء كل الأفكار المتعلقة بعلوم الفضاء بالنسبة للدول الإسلامية الأعضاء في الإيسيسكو”، وقال في مداخلة مسجلة عبر الفيديو إن “المقاربات تتطور وهناك شركات ومجتمعات تتغير وآلاف الشركات تشتغل في تكنولوجيا الفضاء، هذا المجال المعقد الذي يتطور بسرعة هائلة، والذي يدفعنا إلى فتح المجال لإقامة شراكات لمن له رؤية حول المستقبل “.

وأضاف الخبير الأمريكي في تكنولوجيا الفضاء أن علوم الفضاء تمكن من فهم كل الأمور المتعلقة بالتغير المناخي وضمان السلامة أثناء الكوارث، ونوه بأشغال هذا المنتدى العالمي الذي تحتضنه مدينة الرباط ويستضيف خبراء في المجال، مما سيمكن من إعطاء فرصة جديدة للأرض التي ننتمي اليها جميعا”.

واختتم مداخلته بالدعوة الى توفير شروط التطور والعمل للمؤسسات التي وعت بأهمية تكنولوجيا الفضاء على غرار الإيسيسكو”.

بدورها، شددت كبيرة مستشاري الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الفضاء سيمونيطا دي بيبو على أهمية علوم الفضاء باعتبارها إرث كبير يساعد البشرية في حل الكثير من الأزمات المرتبطة بالمناخ وتحسين حياة الأفراد والمجتمعات وتحقيق الإستدامة ” . وسجلت المسؤولة الأممية أن الحاجة باتت اكثر الحاحا لعلوم الفضاء بعد الجائحة لما توفره من حلول عاجلة وفاعلة ودعت المجتمع الدولي المعني بقضايا الفضاء لاستثمار المزيد من الموارد في البحث وإتاحة الفرصة للجميع من اجل مستقبل افضل”.

ويشمل برنامج اليوم الأول من المنتدى، مناقشة أهمية النظم البيئية الفضائية للعالم الإسلامي، فيما ستتطرق الجلسة الثانية إلى علوم الفضاء- الأرض- البيئة- البشر، وفي الجلسة الثالثة ستتم مناقشة دور وكالات الفضاء في بناء المعارف القائمة على تطبيقات علوم الفضاء، تليها مائدة مستديرة حول أهمية علوم الفضاء في الحد من مخاطر الكوارث والأزمات الإنسانية والقضاء على الفقر. كما سيشهد اليوم الثاني من المنتدى عقد عدة جلسات متخصصة.

التعليقات مغلقة.